اقتلي زوجك .. ولكن

TT

في متحف (اللوفر) بباريس هناك حجر أسود أصم نقشت أو كتبت أو حفرت على صفحته العبارة التالية: «لقد أتى (حمورابي) إلى هذه الأرض ليقيم العدالة، ويمنع القوي من الإساءة إلى الضعيف».

وقد كانت تلك الأرض هي أرض العراق، (تصوروا)!!، ارض السواد والنخيل والماء والبترول والشعر والمواويل والجمال، فهل ما زال في العراق عدالة ورحمة وجمال، بعد كل هذا الذي حصل ولا يزال يحصل؟!، إذا كانوا يتحدثون عن (الديمقراطية) فأينها؟!، وإذا كانوا يتحدثون عن الوطن فدلوني عليه، وإذا كانوا يتحدثون عن الدين فعلى أي دين هم يتعبدون ويقتلون؟!، وإذا كان لا زال لديهم أمل بالمستقبل، فالمستقبل بالنسبة لفاقد العقل إنما هو (كالسراب)، كلما اقترب منه المجنون خطوة ابتعد عنه خطوات.. إنني أصيح بصوت (السياب) لا بصوتي وأقول: يا عراق، يا (عراك).

* *

ذهبت معه للتسوق فدخل احد المحلات واشترى ثلاث بدلات، وخمس (كرفتات)، وعشرة (جرابات)، وأربعة أحذية، وثمانية قمصان، هذا غير الملابس الداخلية التي لا تعد ولا تحصى، فقلت له: (على هونك)، ما هذا التبذير والسفه الذي أنت تفعله، فالمال أمانة يجب أن نحافظ عليه.. فسألني: وما فائدة المال؟!، أجبته: انه يمنحك الأمان، فرد علي سريعاً: أن الأمان يأتيني عندما اصرفه، فالصرف هو الطريقة الوحيدة التي تشعرني انه في حوزتي وانه موجود.. ولا أكذب عليكم إنني عندما سمعت رده المفحم ذاك اقتنعت به جداً، إلى درجة انني عزمت أمري وتوكلت على الله، واشتريت جورباً واحداً وأنا (أتعصّر) ومغمض العينين، وأحسست فعلاً بقيمة المال عندما شاهدته ينتقل من يدي إلى يد البائع ـ والله لا يبارك فيها.

**

اعتقد ـ والله بالتأكيد اعلم ـ، اعتقد أن معظم الناس يرددون بينهم وبين أنفسهم كل يوم ويقولون: يا ليتني فعلت كذا، أو لم أفعل ذلك، هذا (الليت) تتكرر في كل نفس وفي كل يوم عشرات المرات دون أن يشعر بها الإنسان نفسه، وهي أكبر مثبط وعائق لتحقيق النجاح، ولو أنها استبدلت بـ (سأفعل) اليوم أو غداً (كذا وكذا)، لكان وضع الإنسان مختلفاً جداً، وإنني من الآن أقول: إنني سأفعل غداً العجائب، و(ياليتني) لم أفعل ذلك الفعل الغبي المخجل والفضائحي الذي فعلته بالأمس، يا ليت، يا ليت، ويا خوفي انه سوف يتكرر اليوم عن سابق عمد وإصرار.

**

نصيحة مجانية أقدمها لكل زوجة: يا عزيزتي إذا أردت أن تقتلي زوجك اقتليه لا بأس، وأنا مستعد لمساعدتك، ولكن حذار أن تقتليه قبل الأوان، انتظري الوقت المناسب، ثم وجهي وجهه للقبلة أولاً، وبعدها اضربي على مؤخرته بكفك الحنون، ومن ثم (اتوماتيكياً) سوف يرحمه الله أو لا يرحمه، فهذا ليس شأنك، فأنت أديت الأمانة، و(عداك العيب).

[email protected]