ويومها أمطرت السماء دما!

TT

عندما ذهبت إلى ولاية كيرلا الهندية لأول مرة كان يوم عاشوراء. وكانت الأمطار غزيرة، ولا أعرف إن كانت المياه تهبط من فوق أو تنفجر من تحتنا، وبلغت المياه أعلى الركبة والناس يهتفون «زنداباد».

سألت: قالوا إنهم يهتفون للحرية، ومعهم حق، فلولا الحرية والديمقراطية الحقيقية في الهند ما اختارت هذه الولاية الحزب الشيوعي حاكما لها، ولم تستنكر الدولة هذا القرار ولا تدخلت ولا حاولت أي فعل، وإنما الشعب أراد فاختار. والشيء الذي كان يرعبني هو كثرة الثعابين التي تجري بيننا وتحتنا وحولنا وتسبح في الماء، وكنت الخائف الوحيد، أما الناس حولي فقد اعتادوا على ذلك.

وفوجئ العالم كله بشيء مختلف يوم 28 سبتمبر سنة 2001، وظل العلماء في الهند وفي العالم يدرسون هذا الشيء الغريب، ولم يصلوا إلى رأي إلا أخيرا، فماذا حدث في أرض وسماء ذلك اليوم؟ لقد أمطرت السماء دما، وليس مطرا أحمر وإنما مطرا شديد الاحمرار، وجاء العلماء الهنود والأميركان يجمعون عينات من المطر الدموي، وكان الرأي انه ليس أحمر مثل رمال الصحاري، أي أن الهواء دفع الرمال فاختلطت بالمطر ونزلت شديدة الاحمرار، وتحت الميكروسكوب لاحظ العلماء أن الذرات مستديرة وليست مربعة أو مستطيلة حادة الأطراف، إذن ليست رمالا وإنما كأنها خلايا حية، ومعنى ذلك أنها ليست من الأرض وإنما من السماء، من أين؟ اختلف العلماء وقالوا إن السماء تمطر الكرة الأرضية بأشكال وألوان من الذرات الكونية الهابطة علينا من الكواكب القريبة، من المريخ مثلا، أو من النيازك الضالة في الفضاء وإن الحياة على الأرض كانت فوق، قبل أن تهبط إلينا، وكل ما في الأرض من حياة قد جاء من كواكب أخرى أو من نيازك أخرى، وكل أبحاث العلماء الآن تدور حول الحياة التي كانت والتي جاءت، والتي لا تزال فوق، فالصخور التي سقطت من المريخ في القطب الشمالي، بعد فحصها تأكد أن بها نوعا من الحياة، خلايا حية، كانت حية، وظلت ملايين السنين تدور في الفضاء في الحرارة والبرودة، ولم تمت، وآثارها باقية. أما كيف سقطت على ولاية كيرلا، فتفسيره ليس صعبا، فهي سقطت كما سقطت من قبلها أحجار وتراب في ألوف ملايين السنين، وليس السؤال لماذا؟ وإنما السؤال كيف؟ كيف هبطت على هذا الجانب من الهند وليس على كل الهند ولا على الجزر القريبة، ولا على أي مكان آخر من الهند ومن قارة آسيا!

فأضافوا لغزا إلى ألوف الألغاز وسرا إلى ما لا نهاية له من أسرار الكون، «وليس علينا إلا أن ننتظر سنوات أخرى حتى نعرف حقيقة ما حدث»!