بل منطقة منزوعة الأسنان!

TT

إذا ما كانت إيران تلعب نوويا، فهذا لا يعني أن على دول المنطقة، المشاركة في هذه اللعبة الخطرة. وكم سعدت بنفي السعودية وللمرة الثانية امتلاك السلاح النووي، حيث صرح ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز قائلا «لقد كذبت في حينها هذه الادعاءات ونحن ضد الأسلحة النووية».

وسبق لولي العهد أن قال «السعودية لا تؤمن بالوسائل النووية أبدا لأنها مبيدة لحياة الإنسان وما قيل من أن هناك تعاوناً باكستانياً سعودياً لا صحة له على الإطلاق ولقد كذبه الأخوان الباكستانيون أولاً وكذبته السعودية أخيرا».

سعدت بالنفي المكرر لأن عالمنا العربي لا يحتاج لأن يكون منزوع السلاح النووي وحسب، بل منزوع الأسنان والأظافر. لماذا؟ نظرة بسيطة لتاريخنا المعاصر نجد أن استخدامنا للأسلحة، والحروب التي شهدها عالمنا العربي والإسلامي، كان السلاح فيها لا يشهر إلا ضد بني جنسنا.

طبعا هذا الشق الخاص بنا، دون إحصاء اعتداءات المحتل الإسرائيلي على الأراضي العربية، والأبرياء الفلسطينيين وغيرهم، خصوصاً أن إسرائيل لم تشن ضدها حرب حقيقية إلا حرب السادات رحمه الله، والذي ذهب ضحية سلاحه.

ولأن هناك من سيهب للتخوين، وإلقاء التهم نذكر بأيلول الأسود، بين الأردنيين والفلسطينيين. وحرب مصر على اليمن، وحروب اليمن واليمن، وحروب لبنان ولبنان. وكذلك حروب السودان والسودان. ومجازر الجزائر والجزائر. ومعارك صدام الصبيانية التي ما زلنا ندفع ثمنها، من حرب إيران وحتى احتلال الكويت.

وها هي إيران، الداعمة للقضية الفلسطينية، لا تزال تحتل ثلاث جزر إماراتية، ولم نسمع أحداً من أعداء الاحتلال، والمحتل يرفع عقيرة الصوت ضد الاحتلال الإيراني! ناهيك من الاستخدام الإجرامي في كثير من عالمنا العربي للسلاح ضد المواطنين، وقمعهم.

السلاح الذي رأيناه هو الذي استخدم في الانقلابات، في دول كثيرة من عالمنا العربي. فهل نتحمس اليوم للرد على إيران بتبديد خيراتنا، وكل العقلاء يعرفون أن ما تفعله إيران سينقلب وبالا على الشعب الإيراني. وما نشهده اليوم من عبث نووي ما هو إلا ورقه سوداء من تاريخ منطقة ما زالت ضحية أخطاء متراكمة، وشعارات واهية.

لا للسلاح، وان كان سكاكين مطابخ، فلم يرفع السلاح إلا في وجوهنا. ولذا أقول شكرا لكل قائد يستطيع أن يتعقل في منطقة تعاني من غياب العقلانية على مدى أكثر من خمسين عاما صرف فيها على السلاح، أكثر مما صرف على بناء الإنسان.

[email protected]