هل خلف كل إرهابي قصة حب فاشلة؟!

TT

ليس هناك شعب من شعوب الأرض يدمن الدراسات النفسية أكثر من الأميركيين، حتى أن العيادات النفسية توشك أن تكون مكانهم المفضل لاتخاذ قرارات الزواج والطلاق والحب واللقاء والفراق، وهذا التعلق قادهم إلى تكليف أخصائية نفسية بالسفر إلى المغرب وفرنسا لبحث العوامل النفسية التي جعلت من زكريا موساوي إرهابيا.. وقد استنتجت هذه الأخصائية النفسية بعد مقابلات مكثفة مع أقارب موساوي وأصدقائه ومعارفه بأن التحولات التي طرأت على شخصيته خلفها قصة حب فاشلة جعلت منه إرهابيا، فالمسكين قد ارتبط بعلاقة حب مع فتاة فرنسية وأراد الزواج منها، لكنه رفض بسبب أصوله العربية.

ولو أن كل حب فاشل يمكن أن يصنع إرهابيا لامتلأت الدنيا بـ«الموساويين»، فما أكثر حكايات القلوب الكسيرة وبصورة خاصة في عالمنا العربي، ومن يدري فلربما كانت قائمة الإرهابيين ستضم مفكر كبير كالعقاد الذي هجرته سمراؤه التي أحبها وهو في الخمسين من عمره، وكانت في العشرين من عمرها، والتي على يدها استعاد روح الشعر فراح يتغنى به من جديد:

تريدين قلبي خذيه خذيه....

رويدك لا بل دعيه دعيه

دعيه إذا غبت عني أرى....

محياك فيه وحبي فيه.

لكنه لم ينعم بها طويلا ـ كما يشير مؤلف كتاب «مدرسة الديوان» ـ إذ سرعان ما خطفت سمراءه أضواء السينما، وفشلت كل محاولات العقاد لإبقائها بجانبه.

ولربما كان في قائمة الإرهابيين أيضا شاعر رقيق ككامل الشناوي الذي غدرت به حبيبته فصاغ من ألمه قصيدته الشهيرة: «لا تكذبي.. إني رأيتكما معا».

وقد يتورط في تهمة الإرهاب شاعر العراق الكبير بدر شاكر السياب الذي لم يغفر لمحبوبته أسباب الفراق فقال قصيدته:

وتلك شاعرتي

التي كانت لي الدنيا وما فيها

تفرقت الدروب بنا نسير لغير ما رجعة

وغيبها ظلام السجن

تؤنس ليلها شمعة

فتذكرني وتبكي غير أني لست أبكيها.

وأنا هنا أود أن أقول للأميركيين بأن يكفوا عن البحث في ملفاتنا العاطفية، حتى وإن حمل كل إرهابي على عاتقه حكاية حب فاشلة تسببت فيها ثقافة طارئة فجة، فليس ذلك ما يصنع الإرهاب، فالتعرف على مولدات الإرهاب ربما احتاجت من أميركا تغيير زاوية الرؤية.

[email protected]