إذا ضاق الأمر اتسع

TT

لفتت نظري ظاهرتان اخذتا في الشيوع أخيرا في عالمنا العربي، تعلقت الأولى بتشجيع السياحة والثانية بظهور أنواع جديدة وعجيبة من الزواج. نحن نعرف عن زواج المتعة وزواج المسيار.

واضيف اليهما الآن الزواج العرفي والزواج بالتجربة والزواج بنية الطلاق والزواج المؤقت والزواج السري. وهذه نتفة مما سمعت به، والمخفي ربما اكثر من المعلن. ربما يوجد زواج بالساعة وزواج بالليلة والزواج بدون فراش والزواج عالبايسكل. والله اعلم بخلقه. وقد صدرت أخيرا فتوى بجواز زواج المسيار.

بالطبع وكما يعرف القراء انني من دعاة ربي يسّر ولا تعسّر، واعتقد تماماً بأنه اذا ضاق الأمر اتسع. وهو ما سيحدث. لا اعتراض لي على امثال هذه الفتاوى. ولكنني ايضاً رجل مبتلى بذهن تحليلي. هل لهذه التطورات علاقة بتشجيع السياحة؟ فالمعروف من زواج المسيار وامثاله من صيغ الزواج المؤقت، ان الفقهاء يجيزونه للتخفيف من وعثاء السفر وفراق الزوجة ووحشة الغربة فلا يقع الرجل في الاثم والخطيئة ويتعرض لاستغلال البغايا والتعرض للامراض وسرقات الباسبورت والبطاقات الائتمانية.

يشكل ما يسمى الآن بالسياحة الجنسية بابا واسعاً من ابواب السياحة العالمية، تفوز فيه تايلاند بقصب السباق. ولكنها سياحة تقوم على الخطيئة والشعور بالإثم، وهو شيء مضر للصحة ويثقل موازين الانسان يوم الحساب. ولكن ها هنا في هذا النوع من الزيجات يعود الانسان صافي الضمير نظيف الصفحة طاهر الطوية وقد اجرى كل شيء حسب الشرع والفتاوى وقد اشهد عليه احد المشايخ أو المأذون لقاء اجر معقول لا يقبل المنافسة.

بهذا ستفقد تايلاند تميزها السياحي ولا يضطر المرء لتجشم اعباء السفر وقطع ألوف الأميال من أجل امرأة، وهو شيء لا يقوم به في رأيي غير السفهاء والمجانين والمتخلفين، ولكن بلادنا مع الاسف مملوءة بهم.

كل ما سيحتاجون اليه هو ان يركبوا البايسكل ويقطعوا عشرة أو عشرين ميلا ويزوروا بيت احد المشايخ ليدبر لهم امرأة ثيبا او بكراً (حسب السعر) ويعقد لهم عليها بموجب الشرع والفتوى.

ولا يسعني في هذا الصدد غير ان اشكر السيد الفاضل الذي بعث لي بايميل يعرض خدماته الشرعية لزواج المسيار لقاء 4500 ريال للبكر و3000 ريال للثيب.