أن يهدم مسجدا هذا مستحيل!!

TT

قال لي الرئيس السادات: يا أخي أنقذني منه.. لقد اوجع لي دماغي!

فقد بعث إليه بعدد كبير من أعضاء الكونغرس، وحتى الرئيس كارتر وقبله الرئيس نيكسون وعمدة نيويورك. إنه أحد اليهود المصريين من البرازيل. ومنتهى أمله ان يتحقق السلام بيننا وإسرائيل وان يجمع رفات جده وان يقيم له قبرا وصرحا ومستشفى ومدرسة، وأن يرصف الطرق المؤدية إلى المقبرة. وان يشتري مساحة كبيرة يجعلها حديقة يتوسطها قبر جده. وانه غني جدا وقادر على ذلك.

وجاءني ومعه خريطة تبين موقع القبر. وذهبنا إلى مدينة طنطا وقابلت المحافظ، ووقتها كان السيد وجيه أباظة. ونزلنا ومعنا الرجل والخريطة وكان هو اسبقنا إلى المكان الذي يعرفه جيدا ومعه أيضا خريطة دقيقة لكل المنطقة والطرق وقنوات الري وأنابيب الصرف وأسلاك الكهرباء والهاتفات.

أما الخريطة فقد رسمها المهندس البرازيلي العالمي ارتورو ولا جادا. والخريطة فيها حديقة واسعة وأسماء الزهور وثمار الفاكهة ومحطة لتوليد الكهرباء وقصر ومستشفى، وأهم من ذلك أنه أقام مسجدا فخما وجعل إحدى الآيات القرآنية شعارا له والآية تقول: «وكان عرشه على الماء». ومن العجيب أن الملك الحسن الثاني قد أقام مسجدا فخما جدا. وعلى الجدران الآية الكريمة: «وكان عرشه على الماء».

وقال لي ملك مصر الصغير احمد فؤاد إن الملك الحسن الثاني فضل أن يبني مسجدا لا أن يبني لنفسه تمثالا يغري الغاضبين عليه باقتلاعه. أما المسجد فسوف يبقى ما بقي الإسلام..

ولما عرضت الأمر على الرئيس السادات قال صارخا: مجنونّ رجل مجنون هل يتصور لحظة أن نهدم مسجدا ونبني مسجدا. ربما كان بناء مسجد أمرا سهلا، أما هدمه فمستحيل..

ولما قابلت الرجل أخيرا في فندق سميراميس سألني وكأن شيئا لم يتغير في الثلاثين عاما الماضية: هل لا يزال من المستحيل أن أبني مسجدا جديدا بدلا من مسجد قديم؟ّ!