دبي بعيني قائدها

TT

لا توجد في دبي دراسات تنموية دقيقة ، ليس لأننا لا نستطيع بل لأن الدراسة لا تكاد تنتهي على الورق الا وكانت وتيرة الانجاز التنموي على هذه الارض تجاوزتها بأشواط.

بهذه العبارة يختم قائد دبي وعاشقها محمد بن راشد كتابه الجديد رؤيتي.. التحديات في سباق التميز، «.. سباق التميز؟ لا شك انها عبارة» موسيقية قلما نسمعها، ونسمع ونقرأ كثيرا هذه الايام عبارة اخرى وهي: «سباق التسلح!». دبي مدينة مثيرة للجدل، سواء احببتها ام لم تحبها لا تملك سوى الاعجاب بطموحها وتطورها وحداثتها، وفي الكتاب تشعر ان محمد بن راشد يقود دبي بمهارة الفارس الذي يمتطي فرسه الاصيل، ولا خيار له سوى الاحتفاظ بالمركز الاول والقفز على الحواجز أيا كان الثمن، «الجميع يعرف اول من وصل الى القمر لكن لا احد يعرف من هو الثاني» هذا ما يقوله الكاتب لذلك فقد قرر ان تكون دبي رقم واحد ويعترف انه لا يزال في اول الطريق، احدى المجلات الغربية اعتبرت ان دبي هي عاصمة العالم، وهي تكاد تكون المدينة العربية الوحيدة التي يقصدها الغربيون بحثا عن فرص عمل.

البعض كان يعتبر دبي فقاعة ينتظر انفجارها لكن هذا التحليل نسمعه منذ سنوات ولم نشاهد سوى المزيد من التنمية، وهناك من يشبه دبي بأنها اقرب شركة بمجلس ادارة منها الى المدينة الحقيقية التي تعكس روح اهلها بكل سلبياتها وايجابياتها، وعندما تتجول في دبي وتشاهد هذه المباني التي تتنافس على نطح السحاب وهذا التطور السريع الذي قد يأتي على حساب هويتها واصالتها، اذا كنت مثلي تراودك مثل هذه الافكار ستجد عبارة معلقة على واحدة من ناطحات سحابها الكثيرة تسخر منك وترد عليك: «تاريخ المستقبل يبدأ من هنا» ربما معهم حق، وبعد عدة اجيال هذه المباني الاسمنتية الشاهقة قد نراها تجثو على ركبتيها الى جانب (ناطحات سماء) تفوقها ارتفاعا وقد تصبح هي رمز عراقة الاجداد وتراثهم، في النهاية كل فكرة جديدة اليوم ستكون بعد جيلين هي فكرة الاجداد التي يجب احترامها؟

في صفحتين من الكتاب يسرد الكاتب مجموعة من الاحاجي: أين يوجد أعلى برج مكاتب في الشرق الاوسط؟ أين تقع (اكبر) جزر صناعية في العالم)؟ اين توجد (اكبر) منطقة حرة في الشرق الاوسط؟ وتتوالى الاسئلة التي تشترك جميعها باجابة واحدة: دبي، وبالتأكيد هذا انجاز يحق له ان يفخر به وان كنت افضل افعالا مثل: افضل، اجمل على اكبر واعلى، لكن لتحقيق الافضل اي التطور في البعد الثالث وهو العمق لن نستطيع تجاوز عنصر الزمن الذي لا تأبه به دبي كثيرا، فالسرعة هي كلمة السر وتتلخص رؤيته في العبارة التي افتتح بها الكتاب وهي قصة الغزال والاسد الذين يستيقظان كل صباح ويهرولان الاول كي لا يؤكل والثاني كل لا يموت جوعا فهو يرى ان لا مفر من الركض سواء أكنت غزالا ام اسدا.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه: الركض الى اين؟

* كاتبة سعودية

[email protected]