قوية ذكية؟ نعم.. جميلة؟ لا!

TT

قرأت بحثا في إحدى الصحف العربية عن كليوباترة ملكة مصر، أما أنها قوية وذكية فلا شك في ذلك.. وكل الشك في جمالها. فلم تكن جميلة وصورتها على العملات النحاسية أكبر دليل على ذلك. ولكن من عادة الشعوب إذا وجدت القوى فإنها تضيف إليه الجمال والمال، وإذا وجدت الجمال تبرعت فتمنحه الجمال والذكاء.

وقيل إن كليوباترة كانت تعرف عدة لغات هي: المصرية القديمة والعربية والعبرية ويقال لغات أخرى، ومن المؤكد أنها فاتنة ساحرة غازية.

وقد تزوجت يوليوس قيصر وأنجبت منه قيصر الصغير، وتزوجت مارك انطونيو وأنجبت منه توأما وولدا ثالثا، واغتيل يوليوس قيصر، ولما تلقت نبأ بأن زوجها وحبيبها مارك أنطونيو قد مات قررت الانتحار حتى لا تقع أسيرة في يد من خلفه على عرش روما، وهي قد تزوجت قبل ذلك اثنين من اخوتها، وكانا أصغر سنا.

وقد تفنن المؤلفون العظماء في تصوير حياة وموت كليوباترة: شكسبير وبرنارد شو وبنتوفيل جونيبه وأمير الشعراء شوقي، وأسرف المؤرخون في صفاتها مثل بلوتارك، حتى الفيلسوف أفلاطون وقف طويلا عند قرارها بالموت، بيدها لا بيد اوكتافيو.

وقد جاءت على لسانها في مسرحية شكسبير عبارة عبقرية عندما قررت أن تموت بالأفعى الكوبرا التي هي في تاج الملكة، رمز للقوة والخلود وعندما التفت الكوبرا حول عنقها قالت: مرحبا بالفعل الذي يقضي على كل فعل ـ أي الموت!

وهي العبارة التي جاءت بعد ذلك بثلاثة قرون على لسان الفيلسوف الوجودي هيدجر: فعندما عرف الموت بأنه العام والخاص والفعل الذي يقضي على كل فعل. فالموت عام لكل الناس، وهو خاص لأن كل واحد يموت وحده، والموت فعل وليس وهما، وهو الفعل الذي يقضي على كل فعل. وفي التاريخ اكثر من كليوباترة أما ملكة مصر فهي كليوباترة السابعة التي تجملت كأنها سوف تزف نفسها إلى ملك الموت!

أما الذي أعجب الفيلسوف العظيم أفلاطون فهي أنها اختارت الموت ولم تستمع إلى بكاء حاشيتها ومستشاريها، وأكثر من ذلك أنها اختارت اثنين من الأفاعي الواحدة بعد الأخرى، أما الأولى فقد وخزتها وأوجعتها أما الثانية فلكي تقضي على الموت نفسه، أو على فلول الموت، يقول أفلاطون إنها جميلة اختارت الموت الجميل!