حكومة العالم السرية زحافات فضائية

TT

يقول دان براون، صاحب «شيفرة دافنشي»، ان «المتنورين» مجموعة سرية بدأ الفاتيكان باضطهادها العام 1600 فطردها من روما وظهرت في بافاريا. اما ديفيد ايكي فيقول ان «المتنورين» «زمرة تسيطر على اتجاه العالم، ومؤسسيها رجال هم من خليط من تلاقح بين بشر وزحافات فضائية قبل آلاف السنين».

هناك مجموعة اخرى من النظريات: انهم الخيميائيون. انهم سحرة ملعونون وقفوا خلف الثورة الروسية! بل هم خلف مشروع العولمة القائم، ولا هدف لهم سوى تدمير الكنيسة المسيحية. وعندما وقعت احداث 11 ايلول 2001 امتلأت الدنيا اشاعات حول الفاعلين. ورفض كثيرون تصديق الرواية الرسمية التي صدرت عن البيت الابيض. وكادت المسألة في البداية تتحول الى ما آلت اليه جريمة اغتيال جون كينيدي. فقد رفضت الناس الرواية الرسمية وشملت نظرية المؤامرة: المافيا. كوبا. الشيوعية الدولية. الماسونية. لوردات النفط في تكساس والسي. آي. ايه».

العام 1999 أصدر بات روبرتسون الداعية الأصولي المسيحي ومرشح الرئاسة الاميركية كتابا بعنوان «النظام العالمي الجديد» يقول فيه ان هناك خيطا سريا رفيعا يربط البيت الابيض بوزارة الخارجية بمجلس الشؤون الخارجية «بالجمعيات السرية التي تحكمها حكومة عالمية واحدة وقوة شرطة واحدة ونظام مصرفي واحد» تهدف الى «اعادة توزيع كامل للثروة او الى تدمير المسيحية تدميرا كاملا». أي الى تدمير عامودي الغرب، الرأسمالية والمسيحية.

خلف ذلك كله يقف «المتنورون» كما يقول دين براون في روايته الاكثر مبيعا «شياطين وملائكة». وكان هنري فورد، مؤسس العائلة الشهيرة، قد تحدث عن «المؤامرة» في العشرينات من القرن الماضي. وقال ان ابطالها اليهود الذين يحاولون اختراق جميع معالم الحياة في اميركا من خلال الفرق الرياضية وموسيقى الجاز والكحول. وذكر ثلاثة مشاركين في المؤامرة: الشيوعيون واليهود والماسونيون. غير ان السوفيات اضطهدوا اليهود اضطهادا شديدا، فيما قال اليهود ان السوفيات هم الذين زوروا كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون» من اجل تبرير ملاحقتهم. المؤرخة نيستا وبستر، ايضا في العشرينات، قالت ان «الدخان اليهودي» شبكة لاخفاء الحقيقة، وهي ان الشيوعية تدبر مؤامرة كونية للسيطرة على العالم! وأقحم مؤرخون آخرون في «المؤامرة» السحرة وعبدة الشيطان وقالوا ان السحر كان من قوى وممارسات «المتنورين» في القرن الثامن عشر! هل هي مؤامرة حقا؟ هل هناك مخلوقات من خارج الأرض؟ هل قتل فيدل كاسترو جون كينيدي؟ هل حكومة العالم، السرية قتلت ديانا سبنسر في نفق جسر الكسندر في باريس؟ هل هذه «الحكومة» اشعلت الحرب العالمية الاولى والثانية؟ وإذا كانت الشيوعية هي القوة التي تآمرت لتدمير الرأسمالية، فأين هي الشيوعية اليوم؟