آي آي وتسي تسي والنوم!

TT

في أول زيارة لبغداد هبطت من السيارة لألتقط صورة لجاموسة مستغرقة في النوم رغم أن درجة الحرارة في الظل خمسون مئوية! فليست الحرارة هي التي شغلتني وإنما نومها العميق، حسد؟ نعم! وعندما توغلت في غابات استراليا وجدت حيوان الكوالا وقد تعلق من غصن ونام بعمق، اقتربت، هززته بعصا في يدي فتح عينيه ونام في سلام.

ـ يا سلام!

واحتفظت بهذه الصورة.

ولم يبهرني في جزيرة مدغشقر سوى حيوان (آي ـ آي) إنه نوع من القردة، يبني عشه في أعالي الأشجار بعيدا عن الرطوبة والهواء الكثيف بروائح الأزهار والحيوانات، وفوق يتمدد حيوان آي آي وينام، وهو كالفنانين ينام طول النهار، ويقال أنه ينام على جانب ست ساعات وعلى الجانب الآخر ست ساعات!

واحتفظت بهذه الصورة!

ولما ذهبت إلى جامبيا سألت، وضحك الأطباء، فقد أردت أن أرى ذبابة (تسي تسي) التي تلدغ وتصيب الإنسان والحيوان بالنوم حتى الموت، إنها حشرة لونها بني طولها عشرة مليمترات وهي مصاصة لدم الإنسان والحيوان وقادرة على أن تدخل في دم الضحية طفيليات تتسلل إلى الدم، إلى القلب وتنام الضحية إلى الأبد، بعض الحيوانات أفلحت في المقاومة أو التعايش مع هذه الذبابة، ولكن الإنسان لم يستطع. وكان سؤالي: ألا توجد ذبابة ضعيفة، معتدلة عندها رحمة بالمساكين من البشر الذين يحلمون ببعض النوم لا بكل النوم.

قال الأطباء ليس بعد ولا نعرف كيف نروض هذه الحشرة الشنيعة وإن كان بعض علماء الحشرات من الألمان استطاعوا أن يجدوا علاجا مضادا لهذه الحشرة فتنام حتى الموت، ولكن اكتشفوا أن هذه الحشرة حتى إذا نامت فإنها قادرة على أن تميت أيضا! وقد حاول بعض العلماء أن يستخدموا عقاقير شديدة التنبيه لمن لسعتهم هذه الذبابة، ولكنها لم تفلح، وحتى الآن فإن المبيدات لم تنجح في القضاء على ذبابة تسي تسي التي تسكن البحيرات الاستوائية والأنهار وأطراف الغابات.

واحتفظت بصورة للعالم الألماني رودلف جروسمان الذي أمسك ذبابة وهو يعمل جاهدا على تجريدها من سلاحها المميت أو تطويعها أو استئناسها لتكون في خدمة الذين يتمنون النومة الصغرى أن تكون ساعتين أو ثلاثا ـ اللهم آمين!