«حماس» والأردن والمبادرة العربية

TT

شاهدت اعترافات الثلاثة الذين قال الأردن انهم ضمن خلية ضبطتها اجهزتها الأمنية يطبخون لعمليات إرهابية، وينتمون لـ«حماس»، التي يفترض ان تكون حكومة مسؤولة.

ومع ان حماس كانت اسرع بالرد على التهمة بأكبر منها، أن السلطة الأردنية هي التي افتعلت القضية وزورت الشهادات وخلقت مناخا عدائيا فان القضية يمكن ان تشغلنا سنين مقبلة عن القضية الأساسية، الا وهي تحرير الأرض المحتلة.

ولا أتخيل ان الاردن افتعل القضية، كما رد بعض مسؤولي حماس، من أجل تأجيل زيارة وزير الخارجية محمود الزهار. فالكثير من الزيارات تلغى او تؤجل بين الدول بمكالمة هاتفية دون الحاجة الى الادعاء بوجود مؤامرات خطيرة، واعتقال ابرياء، وافتعال اعترافات. تأجيل الزيارة لا يستحق افتعال قصة خرافية ضخمة ومؤلمة كهذه. لكن هذا لا يعني ان حماس بالفعل هي من خطط ونفذ فالمنطقة مليئة بالثعالب.

وسواء كانت حماس هي الفاعلة، او ان حماس في الخارج هي نفذتها بمعزل عن القيادة في الداخل، او إيران هي من دبرت وتريد ارسال رسائل قوية في خلافها مع الولايات المتحدة. فمهما كان الفاعل فان القضية يمكن ان تحل في جلسة واحدة خاصة ان الخلية او بعض افرادها اعتقلوا ولم تقع انفجارات ولم تسل دماء. فكل من حماس والأردن على طاولتهما ما يكفي من المشاكل والمشاغل والقضايا. والقضية الأهم على طاولة حماس مصير الأرض المحتلة واللاجئين والدولة، التي بسببها جاءت للحكم.

والجميع في وضع قلق، لا الأردن وحده، بسبب تردد حماس في الالتزام بما تم التوقيع عليه من قبل الحكومات الفلسطينية السابقة وكلف الفلسطينيين انفسهم الكثير من الأرواح حتى بلغوا المرحلة التي ورثتها حماس. وها هي تتقدم خطوات صغيرة بشكل خجول نحو نفس المواقع حيث اعلنت اخيرا انها تقبل بدولة على حدود ما قبل حرب الـ67. ثم تعلن انها ترفض المبادرة العربية لماذا؟ لان اسرائيل ترفضها! حجة اشتراط قبول اسرائيل بالمبادرة بليدة وتفك الاسرائيليين من الاحراج الذي اوقعهم فيه المشروع بسبب شعبيته الدولية، اقامة دولة مستقلة ذات سيادة على نفس الأرض والحدود والعاصمة التي تقبل بها حماس مع حق اللاجئين في العودة مقابل الاعتراف بإسرائيل. ان كان لدى حماس مشروع أفضل، يحظى بالتأييد العربي والعالمي، وقابل للتنفيذ فلتعلنه وتسعدنا بسماعه، عدا المشاريع الكلامية التي تصلح خطبا سياسية في الاعلام وحسب لكنها لا تقيم الدولة.

[email protected]