الأمر بالمعروف في قناة «الحرة»

TT

بالصدفة البحتة وجدت نفسي مساء السبت الماضي أشاهد برنامج «مساواة» الذي تقدمه الكاتبة نادين البدير عبر قناة «الحرة»، وقد كان الكاتب السعودي المعروف يعقوب محمد إسحاق، والداعية السعودي موسى عبد الله آل عبد العزيز، ضيفيها، وموضوع الحلقة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».. وبعيدا عن أهمية هذا الموضوع أو عدم أهميته في سلم أولويات القناة، فقد كان يمكن لهذه الحلقة الحوارية أن تكون أعمق وأكثر قيمة لو أن فريق الإعداد لهذا البرنامج أعد له جيدا على مستوى اختيار الضيوف وطبيعة الأسئلة وجولة الكاميرا الخارجية. فبالنسبة لاختيار الضيفين بدا لي أن ثمة توافقا بين الضيفين أسهم في تغييب الرأي الآخر الذي كان حضوره ضروريا لإثراء الحوار، كما أن طبيعة الأسئلة التي تم طرحها عبر البرنامج وقفت عند الشكل الخارجي للقضية المطروحة للنقاش ولم تلامس جوهرها وفلسفتها، الأمر الذي أفقد الحوار الكثير من تداعياته وانسيابيته وعمقه، وقد زاد فريقُ الإعداد الطينَ بلة حين تجولت كاميرا البرنامج في أسواق دبي لتسألهم عن هيئة الأمر بالمعروف في السعودية!

ولكيلا أظلم فريق البرنامج يجب أن أقر بأنها المرة الأولى التي أطالع فيها ذلك البرنامج، فقد لا يكون البرنامج على هذه الدرجة من الاضطراب في حلقاته السابقة غير تلك الحلقة اليتيمة التي شاهدتها، خاصة أنني أرى أن القنوات الفضائية تستفيد كثيرا من تعاون الكتاب والأدباء أمثال نادين في تقديم مثل هذه البرامج الحوارية إذا ما توفرت لديهم موهبة التعامل مع هذا اللون من الصحافة المرئية، بعد أن انتهى عصر الحناجر الذهبية الذي يتطلب مذيعا بمواصفات صوتية مرمرية أو عندليبية.

وهنا أتذكر مقولة المذيع الأميركي الشهير «لاري كنج» حينما سئل عن قدرته على إقامة كل هذه الحوارات الناجحة، فقال: «أنا أعيش كل يوم بروح طالب المدرسة المجتهد الذي عليه أن يستذكر واجباته جيدا في المنزل قبل أن يذهب إلى فصله الدراسي، فالوقت اليسير الذي ترونني فيه على الشاشة أدفع ثمنه ساعات من البحث الجاد».. فهل يأخذ مقدمو البرامج العربية الحوارية ومعدوها بنصيحة رجل حقق كل هذا القدر من الشهرة العالمية ؟

ليتهم يفعلون.

[email protected]