ثقافة غرفة النوم

TT

انتقد الشيخ أنس بن عبد الوهاب زرعة أمين عام مركز مودة لإصلاح ذات البين، النساء في السعودية، (بما أشار إليه بأنه «ثقافة غرفة النوم») في تصريح لصحيفة «المدينة» عدد الثلاثاء 16/5/2006 فقال: «إن النساء في بلادنا لا يتقن فن كيفية دعوة الزوج للمعاشرة، ولا تعرف الزوجة كيف تتحبب إليه بشكل أو بآخر، وقد لا يراها الزوج إلا بلباس البيت، ولا تتجمل، ولا تتعطر، وقد يجد منها روائح مثل روائح الطبخ وغيره فينفر منها». وأضاف: «إن النساء في بلادنا لا يتقن أيضا ثقافة غرفة النوم كما يقال، وهذا أصبح شيئاً معروفاً عالميا.. ثقافة غرفة النوم مثل تهيئتها بما يحب الرجل ووضع العطر ولبسها ملابس يحبها زوجها».

ورغم اعتراف الشيخ بأن هناك أسبابا متعلقة بالرجل في إحداث النفور بين الزوجين، إلا أنه لم يتوقف عندها كما توقف عند الأسباب الخاصة بالنساء، ولم يذكر سببا واحدا منها، وكنت أتمنى أن يأتي ولو على ذكر بعض تلك الأسباب، فإن كانت تلك السمات التي وصف بها الشيخ المرأة في السعودية تنطبق على بعض النساء، فإن الكثير منها موجود في أعداد من الرجال أيضا، فمنهم من لا يحسن فن دعوة زوجته للمعاشرة، إذا ما وضعنا في الاعتبار أن الطبيعة الإنسانية تشير إلى أن الذكر هو الذي يفترض أن يقود الأنثى إلى المعاشرة، وتلك فطرة تشترك فيها جميع الكائنات الحية، ومنهم أيضا من لا يعرف كيف يلاطف الزوجة بشكل أو بآخر، وقد لا يهتم البعض بنظافته، فلا تستنشق الزوجة منه سوى غبار الشوارع وعرق الطرقات.. أي أن للمرأة في المعاشرة من الحقوق ما للرجل أيضا، إذا ما نظرنا إلى المرأة ككائن له أحاسيسه وطبيعته المرهفة.

وأقف لأتساءل هنا: كيف للمرأة السعودية، أن تكتسب ما ذكر الشيخ أنه ثقافة غرفة النوم؟.. ففي ظل خلو المناهج الدراسية من كل ما يتصل بهذا الأمر، وعلاقة الحياء التي تمنع الأم في الكثير من الأحيان من الحديث المسهب في هذا الشأن مع ابنتها في ظل ثقافتنا المحافظة، تصبح مسؤولية إكساب المرأة هذا النوع من الثقافة من مسؤولية الزوج وحده، وعليه وهو العشير والأليف والحبيب أن يشعرها بما يحب، وأن يستشعر منها أيضا، وذلك هو الأساس الذي يحفظ للبيوت وئامها وسعادتها ودفئها.

وعلى الجانب الآخر لا يفوتني أن أشيد بمنجزات الشيخ زرعة ومركز مودة لإصلاح ذات البين في إنبات السعادة من جديد في بيوت داهمها أو أوشك أن يداهمها الجفاف، فلهم من الله الأجر ثم منا التقدير والامتنان.

[email protected]