تكنولوجيا العفة

TT

انتشار الاباحية اصبح موضوعاً يشغل الجميع في تفسير اسبابه وتحليلها. ولكل امرئ رأيه في الموضوع. انا شخصيا ارجح هذه الظاهرة في الغرب الى التطور في استعمال الحزام. اصبحت المرأة الاوروبية تضع الحزام فوق فستانها او سروالها في حين كانت في القرون الوسطى تضعه تحت ثيابها.

كانوا يصنعونه من المعدن وله قفل. وكان الرجل عندما يخرج من البيت او يذهب في سفرة طويلة يركب هذا الحزام على الاعضاء الجنسية لزوجته ثم يقفله ويأخذ المفتاح معه فلا يستطيع اي رجل ان ينفذ اليها. وعندما يعود يفتح القفل ويزيل الحزام ويقضي حاجته مع حليلته، هذا ما كانوا يسمونه بحزام العفة Chastity belt.

ولكن المرأة الاوروبية استعملت مكرها، وان مكرهن لعظيم، واقنعت الرجل بأن حزام العفة يسبب لها كثيرا من المتاعب والجروح والالتهابات والافضل التخلي عن استعماله والاعتماد على شرف المرأة وحرصها على عفتها واخلاصها لزوجها. واقتنع الرجال بمقالها. فتخلوا عن الاحزمة وباعوها للحدادين كمعدن سكراب. وما هي الا بضع سنوات حتى شاعت الفحشاء والاباحية في عموم العالم الغربي.

كان نبذ حزام العفة اول خطوة جرت في حركة تحرر المرأة. وقد سمعت أخيرا ان المسؤولين في العراق بعد فرض لبس الحجاب على المرأة العراقية يفكرون الآن بفرض لبس حزام العفة ايضا عليها، رغم انه بدعة اوروبية.

يكشف لنا حزام العفة عن مدى ميل الغربيين الى استعمال التكنولوجيا طوال تاريخهم حتى في موضوع الستر على الاعراض وصيانة شرف المرأة. وهو ما أوحى لي بشيء آخر. تغص الاسواق الآن بشتى المبتكرات والاختراعات الإلكترونية العجيبة. لماذا لا يتوصلون الى اختراع إلكتروني يحل محل حزام العفة القديم؟

استطيع ان اتصور، بل واصمم شريطا إلكترونيا صغيرا يثبت تحت ثياب المرأة يسجل كل مرة تنزع فيها لباسها ومدى الوقت الذي بقيت فيه بدونه، ربما يمكن تزويد هذا الشريط ايضا بكاميرا مصغرة تأخذ صورة اي رجل يتوغل في المنطقة ويبعث بالصورة فورا عبر الإنترنت الى الزوج حيثما كان.

تحدثت في الامر مع صديقي المهندس الكهربائي عدنان شيخان، وهو كردي والاكراد في هذه الايام يعرفون كل شيء. قال لماذا هذا العناء؟ من الافضل تطوير اداة كهربائية يركبها الزوج على احشاء زوجته بحيث ترسل شرارة صاعقة ضد اي جسم غريب يتوغل في هذه المنطقة المحرمة ويضرم النار فيه ويحرقه. وهذا لن يؤدي الى الكشف عن خيانة المرأة فقط وانما الى معاقبة كل من يغرر بها ويتطاول على اعراض العالمين ايضا.

المهم في الأمر ان الخلل الذي اصاب المجتمع الاوروبي نتيجة تخليهم عن شد نسائهم بحزام العفة وما ادى اليه من انتشار الفاحشة والاباحية بينهم يقتضي التعويض عنه بأداة متطورة تحل محله وتتجاوب مع مستجدات التكنولوجيا المعاصرة.