احترام النفس أولا

TT

بعض الدول العربية تستنفر اعلامها ودبلوماسيتها للرد على تقارير دولية بشأن حقوق الانسان في هذه البلدان، وواضح منذ التصويت على تقرير اللجنة الدولية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة، ان بعض هذه الدول العربية فقدت هيبتها ورزانتها السياسية واصبحت تهاجم التقرير الدولي بطريقة منفعلة.

ليت بعض الدول العربية تتحرك للتفتيش في سجونها عن مدى انتهاك حقوق سجناء الرأي الآخر في هذه السجون، ليتها تتأكد من ان كان هناك سجناء لم تتم محاكمتهم اصلا، او تمت محاكمتهم بطريقة صورية ودون توفر اية شروط للدفاع عن النفس.

ليت بعض الدول العربية المحتجة على التقارير الدولية تبحث وبشكل جدي عن انتهاك حقوق الافراد والجماعات، وقمع الرأي الآخر، واختطاف الابرياء من خلال اجهزة امن منفلتة دون رقابة قضائية. وليت بعض هذه الدول تعيد النظر في انتخاباتها البرلمانية المصممة بطريقة خاصة، والمعروفة نتائجها مسبقا.

نعرف ان بعض التقارير الدولية تفتقد النزاهة والحيادية احيانا، ولكننا نعرف ان اوضاع حقوق الانسان في بعض الدول سيئة الى درجة لا يمكن السكوت عليها ونعرف ان سبب عدم حيادية بعض التقارير الدولية هو عدم تعاون بعض دولنا العربية مع منظمات حقوق الانسان، وحجب المعلومات عنها وعدم التعاون معها، بل والاستهانة بها.

بدلا من اتهام الآخرين بالتحيز، افتحوا محاكمكم، واتركوا للمنظمات الانسانية ان تتأكد بنفسها من ان المتهمين يحصلون على فرصهم في الدفاع عن انفسهم، وافتحوا سجونكم ليتأكد الجميع ان الانسان لا يلقى في السجن كالحيوان دون محاكمة وبتهم ملفقة.

افتحوا شبابيككم ونوافذكم للهواء، واحترموا الانسان وآدميته، وتأكدوا بعد ذلك انه لا احد يستطيع ادانتكم بما في ذلك المتحيزون والمعادون ومن يتعمدون الاساءة. اما استمرار مسلسل انتهاك حقوق الانسان في بعض الدول العربية، واستمرار الاحتجاج في الوقت نفسه على التقارير الدولية فهو تناقض لا يليق بدول تريد تحسين سمعتها، واحترام مواطنيها، واحترام نفسها.

لن يحترمنا الآخرون الا اذا احترمنا انفسنا. وهذه حقيقة غائبة في بعض اقطارنا مع الاسف الشديد.