كنا هناك عند خلق الكون؟!

TT

على مهلك وأنت تقرأ؟ كيف خلق الله الكون؟ نحن نريد أن نعرف الآن ماذا حدث بعد ثانية واحدة من الانفجار الكبير، الذي أدى إلى تناثر المادة في الكون واتخذت أشكالها الملتهبة من المجرات والنجوم والكواكب والكويكبات والمذنبات والتراب الكوني والأشعة الكونية.

يعني إيه؟ يعني أن الكون قد نشأ في لحظة ما من 15 ألف مليون سنة، من انفجار ذرة لا متناهية الكثافة، ثم قال الله لها: كوني، فكانت وكنا!

يعني إيه؟ يعني المادة التي في الكون لا تفنى، يعني مادة جسمك هذا عمرها 15 ألف مليون سنة، لأن جسمك مكون من الروبونات والإلكترونات والنيوترونات القديمة، هي هي، وكنا نؤمن بأن الذرة هي أصغر ما في الكون، غلط! لقد أمكن تقسيم الذرة إلى واحد على ألف مليون من المليمتر وبسرعة تصل إلى واحد على ألف مليون من الثانية، هل يمكن أن نتخيل ذلك؟ لا أنت ولا أنا ولا أحد.

يعني إيه؟ يوجد بالقرب من مدينة جنيف بسويسرا وتحت الأرض وطوله 27 كيلومترا، نفق به أجهزة جبارة تطلق الجزئيات بعضها على بعض، ويؤدي الإطلاق والانطلاق إلى صدام تتخلق منه الطاقة ثم تتحول إلى مادة، وهذه هي المرة الأولى التي تتحول فيها الطاقة إلى مادة، لأن المألوف والمعروف هو أن تتحول المادة إلى طاقة تنطلق طبقا لمعادلة اينشتين الشهيرة: الطاقة = الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء!

يعني ايه؟ يعني أن الطاقة التي سوف تنطلق وبسرعة لا يتخيلها العقل، سوف تتحول إلى مادة، وهذه هي المادة الأولى التي خلق الله منها الكون، أي بعد (الانفجار العظيم) بواحد على ألف مليون مليون من الثانية.

يعني ايه؟ يعني إذا حصلت على هذه المادة عرفنا من أي شيء خلق الله الكون وهي نفس المادة التي خلق منها النبات والحيوان والإنسان.

وهذه الأجهزة الجبارة تشارك فيها 19 دولة أوروبية منذ سنة 1952 وأسم هذه المؤسسة العلمية (سرن) وهو اختصار للاسم الفرنسي: (المجلس الأوروبي للأبحاث النووية)، وسوف يفتحونها للناس في الشهر القادم، وفي سنة 1998 كانوا قد طلبوا للأطفال أن يتفرجوا عليها وأن يرسم كل طفل صورة للكون وعمره لحظة واحدة ـ طبعا كلمة لحظة، ليس لها مدلول علمي ـ وإنما المقصود جزء صغير جدا جدا من الثانية أو من الذرة، أي من المكان والزمان.

ويتخيل العلماء كيف كان الكون قبل وبعد الانفجار العظيم، ويرضي غرور العلماء أن يقولوا: كنا هناك! ويريدوننا ان نكون معهم، هناك، أين هناك؟ لا يوجد أين ولا متى ولا كيف، وإنما العقل الإنساني يحاول إلى ما لا نهاية!