مشروعية القلق الخليجي

TT

الطمأنة الإيرانية لدول الخليج من البرنامج النووي الإيراني والمتمثلة في الشخصيات الإيرانية رفيعة المستوى التي تزور المنطقة تباعا منذ إعلان إيران لبرنامجها النووي، خطوة جيدة من الجانب الإيراني، إذ حاول الجميع أن يؤكد أن ليس ثمة نوايا لصنع أسلحة نووية، لكن القلق من البرنامج النووي الإيراني يظل قائما رغم حسن النوايا، فمفاعل بوشهر النووي لا يبعد عن الكويت أكثر من 272 كيلومترا، وتأثيراته في حالة حدوث أي تسرب إشعاعي يمكن أن تصل إلى أجواء الكويت في أقل من 15 ساعة إذا كانت سرعة الرياح 5 أمتار في الثانية، وذلك بحسب تصريحات مدير إدارة رصد تلوث الهواء في الهيئة العامة الكويتية للبيئة الدكتور سعود الرشيد لصحيفة «الوطن» الكويتية (عدد الاثنين 29/5/2006)، والذي يشير أيضا إلى أنه في حالة حدوث مخاطر تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر فإن إيران ستكون الأقل تعرضا من سكان الخليج، إذ لا يتأثر سوى 10% فقط من سكان إيران بينما قد تتراوح نسبة الذين يتعرضون للمخاطر من سكان الخليج بحسب بعض التقارير الدولية بين 40% و100%، ومما يزيد من هذه المخاوف أن مفاعل بوشهر يقع في منطقة نشطة زلزاليا، فإذا ما قدر لزلزال أن يحدث تدميرا للمفاعل فإن دول الخليج جميعها ستدفع ثمنا باهظا أكبر من الذي ستدفعه إيران.

وعليه يمكن القول، إن النفي المتكرر لأية نوايا إيرانية لصنع أسلحة نووية لا يمكن أن يزيل المخاوف الخليجية من احتمالات التسرب الإشعاعي، فمفاعل بوشهر بموقعه الخطير يظل يثير الكثير من الأسئلة الصعبة إن لم تتوفر الشفافية الكاملة للأنشطة النووية الإيرانية التي تسمح بإنشاء ضوابط حماية لمفاعلاتها وفق معايير عالمية.

ولكيلا ننظر إلى خطورة النشاط النووي بعين واحدة، فإن النشاط النووي الإسرائيلي الذي أسس لجلب حمى هذا النوع من السباق المحموم في المنطقة يتحمل الوزر الأكبر، فحينما تقوم الدنيا ولا تقعد لكبح طموحات إيران النووية، فإن السؤال الذي يشرخ الحنجرة هو: لماذا يمارس المجتمع الدولي الصمت عن النشاط الإسرائيلي في هذا المجال رغم أنه الأخطر والأسبق والمولد لكل جنون التسلح في المنطقة؟!

[email protected]