بكاء ولكن ضاحك!

TT

يبدو ان خصومة النظام العراقي مع الدولار والبيبسي والهامبورجر وكل ما يتعلق بالاميركيين والغرب، تطورت ووصلت حتى خطوط الطول والعرض.. وهو ما عرفته بالصدفة من خلال مشاهدتي للفضائية العراقية التي تعلن عن مواعيد بث برامجها بالتوقيت العالمي بالاضافة الى التوقيت المحلي.. والتوقيت العالمي هو الاسم الحركي الذي ابتدعته الفضائية العراقية لما يعرف عالميا باسم توقيت جرينتش، مما يعني ان كلمة جرينتش دخلت اخيرا دائرة الالفاظ المحظور استخدامها في الاعلام العراقي.. وهو موقف قومي مجيد يوضح الى اي مدى يلتزم الاعلام العراقي بدعم قضايا الامة وبالتصدي لمحاولات اعدائها الجاهدة لتصدير ثقافتهم الامبريالية حتى من خلال عقارب الساعة التي يضعها المواطن العربي على يده من دون ان ينتبه الى ان الساعة اصبحت واحدة من ادوات الاستقطاب والغزو الفكري التي يستخدمها اعداء الامة لتركيعنا ولتحويلنا الى مجرد اتباع واذناب.

انه شيء يدعو للاسى الذي يقودك الى الضحك تحقيقا للمقولة العربية الشائعة «شر البلية ما يضحك».. وهي مقولة تعبر عن واقع الحال بدقة، فالتلفزيون الذي يصدر خطابا يحتوي على كل هذا الكم من التخلف والتفاهة و«فضاوة البال» يبث ارساله من العاصمة التي غيرت خريطة الابداع في الوطن العربي وكانت اول من وجهت بوصلة الثقافة العربية نحو آفاق الحداثة، رغم كل التحفظات على مشروع الحداثة الذي توقف في معظمه عند حدود استيراد الاشكال والقوالب من دون ان ينفذ الى الروح.

الفضائية العراقية توصلك الى حافة البكاء الضاحك.. ولا تسألوني عن معنى هذه العبارة.