صورة طبق الأصل

TT

نسجت الحكايات والأساطير حول ظاهرة التوائم، بعضها واقعي وبعضها (هلس).

الصحافيان المصريان مصطفى وعلي أمين، يقال إنهما عندما كانا في المدرسة، كانا يستطيعان أن يتبادلا أماكنهما في الامتحان دون أن يكتشف المدرسون ذلك، والرواية هذه منقولة عن مصطفى أمين ـ والله أعلم ـ، غير أنني شخصياً لم أشاهدهما على الطبيعة وإنما بالصور فقط، والواقع أنني بالفعل لم استطع أن افرق بينهما فالطول هو الطول، والبدانة هي البدانة، والصلعة هي الصلعة، اللهم إلاّ أن علي أكثر شراهة من مصطفى بالتدخين لهذا لا يطلع في أي صورة إلاّ والسيجارة مدلدلة في فمه.

ومن عجائب التوائم مثلما يسجلون، أن هناك توأمين متطابقين ولدا في ولاية أوهايو الأميركية قبل أكثر من 60 سنة، وتبنتهما بعد ولادتهما بوقت قصير عائلتان مختلفتان، ولم يلتئم شملهما إلاّ بعد 39 سنة، وتبين أنهما أعطيا نفس الاسم (جمس)، ودرسا الحقوق، ويهويان الرسم، وكل واحد منهما تزوج امرأة اسمها (لندا)، ورزق ابن اسمه (جمس الابن)، وطلق كل منهما زوجته وتزوج بأخرى، واتضح أنهما في كل عام يقضيان إجازتهما الصيفية على شواطئ فلوريدا، كل هذا حصل ولم يعلم أحدهما بالآخر.

كثيرة هي الحكايات التي تقال عن عالم التوائم، منها أن توأمين أديتا الامتحان في إحدى المدارس ـ على شاكلة علي ومصطفى أمين، وجلست كل منهما في ركن بعيدة عن الأخرى، وجاءت إجاباتهما متطابقة تماماً، فعزا المراقبون ذلك إلى أنهما توأمان وأخذا علامة النجاح، وبعد عدة أعوام اعترفت إحداهما أن هناك مكرفوناً صغيراً مخفي معها، ومع أختها سماعة مخفية في أذنها، وتعطيها كل الإجابات همساً.. إذن ليس كل ما يقال عن التوائم من مبالغات صحيحاً.

وبما أننا في هذا الصدد، فقبل سنوات دخلت إلى أحد مراكز التسوق الكبيرة، وبينما كنت واقفاً أمام إحدى الفاترينات الزجاجية أتفرج، إذ بمجموعة من الشباب يقفون بجانبي، وتقدم أحدهم نحوي يسألني: هل أنت الأستاذ مشعل؟!، ولا أدري لماذا قلت له: لا أنا شقيقه التوأم، فارتفع حاجباه اندهاشاً من ذلك التطابق المذهل بالملامح، اعتذر مني وحملني سلامه لتوأمي مشعل، وبعد عامين وبالصدفة، كنت حاضراً في مناسبة عامة، وإذا بذلك الشاب يواجهني ويصافحني، ويخبرني انه التقى (توأمي) قبل عامين، وبعد قليل من الأحاديث ودعني وهو يحملني سلامه (لتوأمي)، فقلت سوف يصل إن شاء الله ـ وفعلاً وصل ـ، لقد كانت كذبة ليست مقصودة وليس لها معنى اقترفتها بدون تفكير، ولا أدري هل سوف يحاسبني ربي عليها أم يعفو عني.

واختم هذا العالم المتشابه بأخوين متطابقين في الشكل والملامح إلى درجة لا تصدق، غير أن احدهما كان رجلاً صالحاً وواعظاً وله قيمة رفيعة في مجتمعه، بينما كان الآخر رجلاً سكيراً عربيداً، وزبوناً دائماً على السجون، وانتهت حياته على يد إحدى عشيقاته الساقطات. ومن كان من التوائم يقرأ كلامي هذا، ارجوه أن يحمل سلامي (لتوأمه) العزيز.

[email protected]