تعليم.. جديد

TT

شهدت العاصمة السعودية الرياض، اطلاق مشروع مهم للغاية، وهو اطلاق جامعة الفيصل. هذه الجامعة الجديدة التي تقدم أنموذجا حضاريا في التعليم العالي مع شراكة فاعلة من القطاع الخاص بالسعودية، اضافة لتعاون أكاديمي استثنائي من بعض أهم الجامعات العالمية الكبرى.

هذا الخبر المهم، يأتي في مسيرة تطوير قطاع التعليم في السعودية، الذي نال انتقادات هائلة وشديدة بسبب سوء مناهجه وبعد تخطيطه عن متطلبات سوق العمل والحاجة التنموية للبلاد. ولكن الأهم أن هذا المشروع المحوري يأتي ضمن خطة «إعادة البسمة لوجوه السعوديين»، والمقصود هنا هو تعليق الأمير خالد الفيصل على حالة الشحن والترهيب باسم الدين، التي روعت المجتمع السعودي، مما أدى الى سلب الابتسامة من محيا السعوديين. وهذا النوع من المشاريع يأتي في وقت محوري وينتظر نجاحه الكثيرون، لأن الحاجة له ولغيره ملحة جدا. فهذا النوع من المشاريع يسد ثغرة بالغة الأهمية في قطاع التعليم ذو القيمة المضافة الذي يوفر مناخا للتعلم والتعليم وهو على عكس معظم ما يقوم في الجامعات السعودية الكبرى التي باتت مخرجات تعليمها مثار انتقاد، وفي بعض الأحيان، السخرية. التعليم هو التحدي الأهم اليوم الذي يواجه دولة 60% من تعداد سكانها هم دون العشرين عاما، وبالتالي فالهم الأول يجب أن يكون تقديم تعليم متوازن وقوي وقابل للتطبيق في حقول العمل المختلفة بدون تعقيدات. هناك اقبال كبير اليوم على بناء اعداد متزايدة من الجامعات والكليات والمعاهد في مناطق السعودية المختلفة، وذلك لنشر الفرص في أكبر رقعة جغرافية ممكنة، ولكن يبقى التحدي الأكبر والأعظم، ألا يكون الانتشار فقط من الناحية الكمية، ولكن من الضروري جدا أن يكون الاهتمام بالجانب النوعي الذي لا «يجامل» على حساب المادة الشمولية المقدمة ولا «يجامل» على حساب نوعية الكادر التعليمي ولا «يجامل» على حساب مصادر التعليم نفسه. موضوع التعليم تعرض لكثير من المجاملات في السابق، ولا نزال ندفع ثمنها حتى اليوم. ومشروع إعادة البسمة للسعودية، يستدعي تلميع الأسنان بشكل جمالي، ولكنه أيضا يستدعي خلع بعض «الضروس».

[email protected]