الجمل بما حمل!

TT

على ذمة بعض المهووسين بقضايا الإحصاء والأرقام، فإن أكثر من 140 مليون ريال، كان حجم الإنفاق في سوق المنشطات الجنسية في دول الخليج خلال عام واحد فقط، وهذا الرقم الفخم الضخم، يؤكد أننا في مقدمة شعوب الأرض إقبالا على هذه العقاقير بكل أنواعها من «الفياجرا» و«اليوبريما» و«السيالس» و«السنافي» ولربما «العوافي» قريبا..

فمسألة الفحولة لدينا، مسألة تأتي في مقدمة المسائل، التي لا يمكن التساهل في أمرها، أو التقليل من شأنها، حتى إخواننا العرب الذين ضاقت ببعضهم ذات اليد، لم يقبلوا أن يتفرد إخوانهم في الخليج وحدهم بالأفراح والليالي الملاح، فباعوا الجمل بما حمل، وأقبلوا على الحبة الزرقاء والحمراء والصفراء، فالمثل الشعبي قد حسم الأمر من قبل الزمان بزمان: «لا يفوتك الأنس ولو بآخر فلس»!

ولو استمر الحال على ما هو عليه الآن، فأنا على ثقة بأن انفجارا سكانيا ستشهده القرى والمدن العربية، وستغدو شوارعنا كما تخيل حالها عدوية، حينما غنٌى محذرا دون أن ننصت إليه: «زحمة يا دنيا زحمة».. ويومها علينا أن نحول كل المشافي إلى متشفيات للولادة، وكل الطبيبات إلى قابلات.

ومن إشكاليات هذه العقاقير المستحدثة، أنها أحدثت إرباكا في الاقتصاد التقليدي، فلقد أغلقت الكثير من محلات العطارة أبوابها، بعد أن سرق منها زبائنها الذين كانوا يبحثون في رحابها عن «شرش الزلوع» أو «مخ التنين»، ويقال أيضا إن تجارة «الكافيار» قد أصابها الكساد، وتراكم كافيار البحر الأسود في اليوم الأسود، كما لم يعد اليابانيون يجوبون شواطئ العالم بحثا عن زعانف سمك القرش، بعد أن استدلوا على «شوربة الفياجرا».

في العالم المتقدم يقال إن المسنين يستخدمون هذه العقاقير في المناسبات الأسرية الحميمة، لكننا هنا حولناها إلى «سفوف»، على أمل أن تصلح الحبة الزرقاء ما أفسدته الليالي الخضراء في إعادة الشيخ إلى صباه.. ومما يتداوله الناس خبر ذلك المسن، الذي ابتلع في ليلة زواجه بالرابعة 4 حبات دفعة واحدة، فقضى لياليه الأخيرة في غرفة العناية الفائقة. وأنا اقترح أن تفرض إدارات الجمارك العربية على هذه العقاقير رسوم استيراد باهظة، فعسى أن يعود للأعمار وقارها، وللعقول رشدها.

[email protected]