هل ستلقى المرأة الكويتية دعم الشباب

TT

تتجه أنظار الخليجيين الى ركنها الاعلى الخميس المقبل، حيث تجري انتخابات مجلس الامة الكويتي تحت عنوانها الابرز وهي مشاركة المرأة مصوتة ومرشحة بعد حرمان طويل من هذا الحق الانساني.

مشاركة المرأة عنوان بارز بالتأكيد، لكن هناك ملمحا فاعلا آخر لا يمكن تجاهله، وهو حجم تأثير الشباب الكويتي في تشكيل وتركيبة مجلس الامة الجديد. قبل الشروع في التفاصيل لا بد من التذكير ان اتحادات الطلاب الكويتية رائدة في الخليج بمدى حراكها اللافت للنظر. والكويت كانت اول دولة خليجية تعتمد وجود اتحاد طلاب على اراضيها.

يقول محمد الخطيب، 25 ربيعا، امين عام تجمع القوى الطلابية في الكويت «بالتأكيد ان الشباب الكويتي اصبح اكثر وعيا سياسيا منه في السابق، ولا أدل على ذلك من التحرك الطلابي الكبير في معركة تخفيض الدوائر الانتخابية من عشر الى خمس. والزخم الشبابي هو من حرك الشارع ودفع النواب للتحرك».

ويضيف «الانتخابات القادمة عنوانها الابرز الشباب والمرأة، وهم الرهان الذي يعول عليه الكثير لتغيير الخارطة السياسية في الكويت».

التجمع الطلابي يضم في جنباته القوى الطلابية الموجودة في المؤسسات التعليمية العليا الخاصة والحكومية، وهو تجمع تكون في منتصف العام الماضي بهدف رئيسي، هو دعم حقوق المرأة السياسية، وقام التجمع بنشاطات متعددة تدعم هذا التوجه السياسي.

فإلى أي مدى الشبان والفتيات في الكويت قادرون على دفع رؤاهم المستقبلية للتنفيذ؟

في هذا السياق يذكر الخطيب، أمين عام التجمع، مثالا مهما: «في تجربة الانتخابات البلدية الملحقة بالرئيسية ترشحت امرأة ضمن مجموعة كبيرة من الرجال، وحصلت على المركز الثاني بفضل الدعم التصويتي الذي وجدته من الشباب. فضلا عن ان الفتاة في الجامعات الكويتية اصبحت تستحوذ على ثقة الناخبين من الطلاب لتولي مناصب كبرى. وآخرها حصول الطالبة جواهر علي رضا على منصب رئيسة الحكومة الطلابية».

اللافت في الكويت ذات الحجم الصغير والتجربة الديمقراطية الكبيرة الى حد ما، هو ظهور اصوات لطالما وقفت حجر عثرة في وجه ترشح وتصويت المرأة، واليوم غدوا يتحدثون عن المرأة كشريك اساسي في بناء المستقبل. وباتوا يغازلون الاصوات النسائية بأكثر من طريقة حتى لو وصل بهم الامر الى اصدار فتاوى ذات لغة وصائية مضحكة, علما بان المرأة الكويتية تشكل ثقلا كبيرا في بعض الدوائر، قدره المهتمون بالشأن الكويتي الى 60 في المائة.

يبقى الرهان على الفتيات والشبان الكويتيين الذين يملكون قرارا لطالما ناضلوا من اجله، والقضية بالطبع ليست اهمية التصويت للمرأة بقدر اهمية الوعي بالتصويت للكفاءة وحاملها، سواء كان رجلا او امرأة بدون تمييز. وهل سيصوت لذات الأصوات التي قاتلت لفترة طويلة لقمعها وتهميشها؟

الكويت البلد والشعب مقبلة على مرحلة مهمة، ستكون الى حد كبير مؤشراً على عمق التجربة الديمقراطية المتجاوزة لكثير من دول الخليج. أو ستكون مؤشر لجمود الوعي السياسي الكويتي الشعبي عند حد تفرضه الثقافة المحافظة والتركيبة القبلية.

* مقال يناقش قضايا الشباب

[email protected]