مثل ما عقدتموها حلوها

TT

البيان السعودي حول الأحداث الجارية في لبنان وفلسطين، لا يمكن القول عنه بأي حال من الأحوال انه جريء، أو حاد. بل انه صريح، واضح، مباشر يضع النقاط على الحروف.

فمن يقرر واقع الأمة، الحكومات أم الأفراد؟ وهل يعقل أن تتحول دول العالم العربي إلى دولة برأسين، وثلاثة؟ وهل يعقل أن تكون الدولة اللبنانية بحكومتها آخر من يعلم أنها ستسحب إلى حرب؟ وهل إنقاذ أسرى، مهما بلغ عددهم، يكون مبررا لجر دولة بأكملها إلى الحرب؟

وهل لبنان وحده الدولة المحتلة، أو الدولة الوحيدة التي لديها أسرى في إسرائيل حتى تكون دولة المواجهة الوحيدة، خصوصا إذا ما تذكرنا أن هناك أسرى سوريين في سجون إسرائيل؟ أسئلة تستحق الإجابة عليها، مثلما أن لبنان يستحق حياة أفضل، ومحزن أن يستمر مسرحا للصراع، ومحزن أن يتعرض لبنان وأهله لهذا القتل والتدمير، وقتما قرر شخص ما في مكان ما أن يشعل معركة مع إسرائيل.

البكاء على حال الأمة، والشعارات المزيفة لم تذقنا إلا العلقم طوال السنين الماضية. فجميع أزماتنا مغامرات غير محسوبة، ومزايدات عابثة من دول وجماعات. ولذلك فإن البيان السعودي مفصلي في معالجة الواقع العربي، ونقطة تحول مهمة.

فلو قالت القيادات ما تقوله خلف الأبواب المغلقة بحزم ووضوح، مثل ما فعلت السعودية في بيانها قبل أمس، لكان حالنا أفضل بكثير. ولما وصلنا إلى هذه الحال. فلا مجال للمزايدات، ولا يعقل أن تعرض مقدراتنا وخيراتنا للخراب والدمار لأن مجموعة قررت أن تشعل المنطقة خدمة لأجندات أخرى.

السيد حسن نصر الله يقول انه لم يشاور أحدا في عملية اختطاف الجنديين، ويحذر الجميع والإعلام من الخروج بأي تصريح يظهر عدم التضامن معه، ومع حزبه، أي أن لا صوت يعلو على صوت المعركة. وهذا كلام أكل عليه الدهر وشرب، ورأينا سوءاته، وتجرعنا مرارته.

وهذا ليس وضع حزب الله وحده، فالرئيس المصري توصل إلى حل بين «حماس» وإسرائيل مع اندلاع أزمة الجندي الإسرائيلي المختطف، لكن طرفا آخر، وليت الرئيس المصري سمّاه، تدخل وأفسد الوساطة!

إذا هل ما يحدث اليوم فعلا من أجل تحرير الأراضي، وفك الأسرى؟ أشك، بل أكاد أجزم انه غير صحيح، فالأسرى الفلسطينيون أو اللبنانيون لم يختطفوا أمس، أو قبل أمس.

فعلى من يريد إدارة الصراع مع إسرائيل أن يتحمل مسؤولياته، خصوصا ان خطاب السيد حسن نصر الله يظهره الزعيم العربي الأوحد، حيث يقول لا أطلب عونا من أحد، وهذا ينطبق على خالد مشعل! إذا تحملوا مسؤولياتكم. ومثل ما عقدتموها حلوها!

[email protected]

ء