سرقة الزوجة.. وسرقة (المرسمة)

TT

هل السرقة مرض؟! ـ احتمال، هل له علاج؟! ـ الله أعلم.

اعترف أنه سبق لي أن سرقت، لكن على خفيف ـ خصوصاً من الفنادق ـ، فنادراً ما أترك أي فندق دون أن يكون في جيبي قلم حبر أو مرسمة رصاص من التي توضع في العادة فوق طاولة الكتابة في غرفة النوم..

والآن وفي هذا الوقت الذي أكتب لكم فيه هذه المقالة، توجد أمامي على المكتب عشرات الأقلام والمراسم من مختلف مناطق العالم، ولو أنه قدّر لها أن تتكلم لتكلمت لكم بكل اللغات واللهجات، ولشكتني إليكم، وهناك احتمال أن تشكرني لأنني أطلقت سراحها من الأسر الإجباري، وأرحتها من تعاقب الزبائن على الغرف التي تقبع فيها، وعلى (البلاوي) وقلّة الحياء التي يقترفها بعض الزبائن في بعض الليالي، وللأصوات المزعجة التي تصدر من بعضهم أثناء نومهم وكأنهم في حلبة للمصارعة.

ولا أكذب عليكم أن ضميري في يوم من الأيام كاد يؤنّبني على سرقاتي غير المقصودة تلك، فاستفتيت شيخاً شاباً تبدو عليه سيماء المراهقة والوقار معاً، وهو متخرج لتوه في كلية الشريعة، فقال لي جزاه الله خيراً: لا حرج في ذلك، حيث أن كل ما تجده في الغرفة من أقلام، وصابون، وشامبو، وقطن لتنظيف الآذان، إنما هو محسوب عليك سلفاً، فلو أنك أخذت مرسمة مثلاً ووضعتها في جيبك فحكمها حكم زجاجة الشامبو الصغيرة حينما تضعها في جيبك، المهم احرص على أن يكون غطاؤها مُحكم الإغلاق، فقلت له جزاك الله خيراً، وإن شاء الله تجد ابنة الحلال التي تكمل بها نصف دينك، فردّ عليّ قائلاً: إنني متزوج باثنتين، فقلت له: ما شاء الله (من بدري)!!، إذن إن شاء الله تجد الثالثة في طريقك، لأنك تستاهلها مثلما أنا استاهل (المرسمة)، فضحك وهو يقول: إن شاء الله، ومضى وعباءته الشفافة (الأورنجية) تهفهف من خلفه. هذا عن سرقاتي الخفيفة، لكن ما رأيكم في السرقة التي حصلت في قرية أوغندية، وأطلق البوليس كلابه لتعقب أثر ذلك السارق الذي سطا على أحد المتاجر، وإذا بالكلاب تقودهم إلى مسكن ملاصق للكنيسة، وإذا بالسارق هو نفسه راعي الكنيسة، الذي يخطب فيهم ويحدّثهم في كل يوم أحد عن الشرف والأمانة.. وعليك أنت أيها القارئ أن تستخلص العِبرة من ذلك الحادث (فليس كل ما يلمع ذهباً).

وأثقل من تلك السرقة، هي سرقة حصلت في الجناح الفاخر في فندق كبير لأحد الأثرياء الذي كان يقضي شهر العسل مع زوجته الجديدة التي هي ليست من جنسيته، وحيث أن ذلك الثري (الخبل) يموت هياماً بعروسه الدلوعة، فقد ذهب واشترى لها ساعة مطعّمة (بالألماس) كلفته عشرات الآلاف من الدولارات، وفي ثالث يوم أخذت الزوجة تصيح أن ساعتها سرقت، وحضر (السكيورتي) ثم شرطة التحقيق، وكانت المفاجأة التي وصلوا لها أن الزوجة نفسها هي التي سرقت ساعتها، على أمل أن يشتري لها زوجها (المريّش) ساعة أخرى تعويضاً لها، وكانت النتيجة أن الزوج استرد الساعة المسروقة، وطلقها، ثم شحنها إلى أهلها على أول طائرة.

تستاهل، لأنها غشيمة، ما تعرف السرقة على أصولها، لو أنها اتصلت بي لأعطيتها (دروساً خصوصية).

[email protected]