.. وأحلام الوليد

TT

وزير الخارجية السوري وليد المعلم يقول، إنه كان يحلم وهو في الطائرة من دمشق إلى القاهرة، بـ«قيام موقف عربي موحد لدعم حزب الله وحماس كمقاومة مشروعة». وحلم معالي الوزير وهو في الطائر الميمون، أنه رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو يزور بيوت القتلى في غزة. وختم قائلا إنه يعتقد أنه حتى الحلم لم يعد حقا مشروعا.

وما دمنا في زمن الأحلام، فقد كنا نحلم بأن السفارة السورية في بيروت، والتي لا وجود لها، تقوم بإرسال مبعوثها إلى «حزب الله» ليقول لهم: لا يجوز أن تقوموا بعمل يجر لبنان إلى حرب ودمار شامل، من دون حتى تنسيق مع الحكومة اللبنانية لتجهز سراديب ومساكن آمنة للأبرياء والعزل في لبنان.

ويبلغ «حزب الله» أن عليهم مراعاة المصالح العليا للبنان، مثلما أن سورية حريصة على مواطنيها، وتمارس عداوتها بحكمة مع إسرائيل، وخير مثال الأسرى السوريون في إسرائيل، وأرض الجولان المحتل، حيث أن كل ذلك لم يدفع سورية لحرق البلاد، وتعريض مواطنيها إلى القتل والدمار، كما يحدث اليوم في لبنان.

وكنا نحلم في رؤية القمة العربية وهي تعقد في الجولان!

وكنا نحلم أن يشمل البيان الصادر من البرلمان السوري ومثله حزب البعث، تضمين الأراضي والأسرى السوريين لبيانهم البطولي، الذي يقول إن «الشعب السوري يقف بكل ما يملك من قوة، إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق والمقاومة الوطنية اللبنانية، التي تدافع عن حقها المشروع لإعادة أراضيها المحتلة». فما معنى هذا التضامن إذا كان لبنان كله يضرب ويحرق، ولم نسمع عن رصاصة أو صاروخ انطلق من سورية دعما للبنان، الذي تهطل عليه الصواريخ من البر والبحر والجو!

أحلام...؟ أي أحلام؟ الواقع يقول يا سيدي الوزير، إن السيد حسن نصر الله تحول إلى تسجيل صوتي، حيث بتنا نرى كل من يقود معركة باسم العالم العربي والإسلامي، يتحول إلى تسجيل صوتي.

الواقع، يا معالي الوزير، يقول إننا أبناء أزمة، ستخلق أزمة بعد الأخرى، لأننا أبطال شعارات، ونمارس معاركنا بالوساطة، فلسان حال الباكين، من كل الشرائح، اليوم يقول إنهم جاهزون للصمود والفداء والقتال ضد إسرائيل، حتى آخر قطرة دم لبنانية. نعم لبنانية، فلا أحد يريد تحمل مسؤوليته.

أصحاب الشعارات، من حكومات ووزراء عرب يدلفون إلى الاجتماعات العربية لإلقاء خطب عصماء، بدلا من مناقشة ما يمكن عمله من أجل عصم دماء المواطنين العرب؟

سألت مسؤولا عربيا كبيرا عن أحلام الوزير، فقال «هي مثل الهالة النورانية، التي رآها أحمدي نجاد في الأمم المتحدة».

فيا معالي الوزير نحن ضحايا واقع، وتريد أن تجعلنا ضحايا أحلام؟ كل أحلامنا، وإن كنا نتهم بأننا خائنون، هي أن يمارس «حزب الله» الحكمة، التي تمارسونها في معالجة احتلال الجولان، وملف قضايا الأسرى السوريين في إسرائيل، حتى يأتي الزمن الذي تعقد فيه القمة في الجولان السورية.

[email protected]