الزواج ببنت ملك الجن

TT

هل تصدقون أن (مزاداً) أقامته مصلحة الهاتف المحمول في الإمارات على (الأرقام المميزة)، وكانت الحصيلة بالملايين، وان احد الأشخاص اخذ يزايد على رقم مكون من سبعة أرقام متماثلة، وان المزاد رسا عليه، ودفع عشرة ملايين درهم ثمناً لشرائه؟!! هل تصدقون؟!

الواقع، إنني عندما سمعت هذا الخبر في إحدى المحطات الفضائية أصابني ما يشبه (الرعب)، وتساءلت: أإلى هذا الحد وصل بنا السفه والبطر بحيث نهدر هذه المبالغ على مجرد (أرقام)؟!، وتذكرت على الفور المثل المصري القائل: «اللي عنده فلوس بتحيره، يشتري حمام ويطيره». غير أن ما هدَّأ من روعي قليلاً، هو ما سمعته من رئيس المصلحة، وذلك عندما سألته المذيعة عن مصير تلك الملايين، فقال لها: إن المصلحة تتبرع بها للجمعيات الخيرية، وهذا أمر مقبول وجيد، وخصوصاً إذا كانت تلك الملايين مصدرها بعضا من (الهبل).

وأسخف ما في الموضوع أن احد المشاركين اعتبر أن أرقام المزاد متواضعة، وانه كان يعتقد أن الرقم المميز الأهم، كان من المفروض أن يصل إلى عشرين مليوناً، والدليل على هذا أن هناك من دفعوا بعد أن انتهى المزاد للفائز الشاري ربحاً مقداره خمسة ملايين درهم، ولكنه رفض وضم هاتفه المحمول مع رقمه إلى صدره.

***

في سنة من السنوات كنت مسافراً بالقطار من بلدة إلى أخرى في الجنوب الإيطالي، وكان الوقت ليلاً، والقطار يتوقف بين البلدات المتباعدة. وعند توقفه في إحدى المحطات، دخل رجل متوسط العمر، خمنت من ملابسه انه احد عمال اللحام في مصنع، وكان منهكا وفي منتهى الإعياء، ورمى بنفسه على المقعد الذي أمامي، وأخرج من حقيبته ساعة منبهة ووضعها في حضنه، وما هي إلا دقائق وإذا به يغط في نوم عميق، وشخيره يعلو ضجيج القطار، وبعد ما يقارب نصف ساعة وإذا برنين الساعة المنبهة يكاد يخرق طبلات آذاننا، فاستيقظ العامل على اثر ذلك ونهض حاملاً حقيبته واتجه إلى باب الخروج، ووصل القطار فعلا بعد دقيقتين ونزل العامل في المحطة التي كان يريدها، حيث انه كان يعرف المسافة وتقدير الوقت، وعلى هذا الأساس (ضبط) ساعته. وحسدته على ذكائه هذا الذي غاب عني، خصوصاً عندما تذكرت ما حصل لي في رحلة سابقة، عندما كنت قادماً من فلورنسا أريد روما ونمت أثناء الرحلة، ولم أصح إلا وأنا في نابولي.

***

سمعت أن تاجراً في مدينة جدة دفع لمشعوذ نصاب، مبلغ (مليون ومائة ألف ريال) نقداً، من اجل أن يزوجه إحدى بنات (ملوك الجن)، وقد اقنع النصاب ذلك التاجر أن عروسه سوف تقدم له (مليار ريال) في نهاية شهر العسل، إلى أن يصل الرقم إلى (عشرة مليارات) في نهاية العام (!!)

يا ناس إحنا فين؟! صحيح والله إحنا فين؟!

إنني شخصياً لا أمانع أبداً بأن أتزوج ببنت من بنات (ملوك الجن)، بل إنني (أتحرق شوقاً) لهذا، ولكن على شرط أن يكون مهري لها (خاتما من حديد)، وان تعرفني هي على والدها العزيز ـ الذي سوف يصبح عمي، وذلك لكي أقدم له فروض الولاء والطاعة، فمن هو المخبول الذي (يفوت) الزواج من جنية، ومريشة، وتعرف (تتلحوس) في الظلام؟!

[email protected]