مسرحية وصفقات وخطوط

TT

هل يمكن «قراءة» ما يحدث على الساحة اللبنانية بتأن وبدون تشنج؟ لبنان الذي اعتاد أن يكون المسرح الأول والرئيسي للحسابات الإقليمية، يبدو أنه اليوم يستضيف على أراضيه فصولا مهمة من المسرحية الشرق أوسطية الجديدة، ويبدو جليا أن هناك توجها واضحا لتغيير الأبطال لصالح السيناريو الجديد الذي بدأت تتضح معالمه. لا يوجد وضع منفصل عن آخر.. هذه قاعدة أساسية ويجب عدم إغفالها. لقد كان تصريح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لافتا وهو يحذر اسرائيل من اعتداء على سورية واعتبار ذلك خطا أحمر بالنسبة لإيران، والعجيب وغير المفهوم هو لماذا لا يكون الاعتداء على لبنان وعلى الجزء الجنوبي منه (والتابع ضمنا للحليف اللبناني الأهم بالنسبة لإيران إلا وهو «حزب الله») لماذا لا يكون ذلك خطا أحمر أيضا، إلا إذا كان ذلك من ضمن تركيبة جديدة منتظرة.

ولعل المشهد يوضح لنا أن الورقة التي سيقع الاستغناء عنها «بغض النظر» من الجميع هو «حزب الله» نفسه. فسوريا بحاجة لإغلاق ملف التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، وإيران تعاني من ازدياد ضغط المجتمع الدولي عليها بشأن الملف النووي، ويبدو ان كليهما مرشحان لظروفهما لأن يكونا في موقع إجراء صفقة يتم مشاهدة «حزب الله» يغرق وحيدا في هذه العملية العسكرية وخصوصا أنه مع انقطاع وسائل الإمداد (برا وبحرا وجوا) لـ«حزب الله» عن طريق دمشق وطهران ستكون الدولتان في موقع أدبي «لائق» أمام «حزب الله» وذلك بأن عجزهم عن إمداده هو نتاج ظرف قهري.

مرة أخرى تبدو الأرض اللبنانية مرشحة لأن يتم الاستغناء عن «حزب الله» وإنهاء دوره لقاء إدانة بعض «الأشقياء» الصغار في لبنان وسوريا في حادث اغتيال الرئيس الحريري مع الحفاظ على الرموز، وتخفيف الضغط على إيران فيما يتعلق بملفها النووي، ولكن يبدو أيضا أن هناك ورقة أخرى «أكبر» يتم الإعداد لها وهي توطين الفلسطينيين الموجودين في مخيمات لبنان وذلك في حركة ديموغرافية بعيدة المدى.

غير معروف من الشخصية التى تقوم بدور ابرل غلسبي (سفيرة أميركا السابقة في بغداد خلال لقائها مع صدام حسين و«طمأنته» فيها لغزو الكويت) من الجانب السوري أو الايراني، ولكن من الواضح أن «حزب الله» وقع في المصيدة وسيدفع الثمن وحده. الحرب المفتوحة التي يقال عنها من الجانبين هي في واقع الأمر هي محدودة جدا فلم يتم «ضرب» حلفاء الحزب ولم يتدخل هؤلاء الحلفاء «لنجدة» الحزب. فصول التغيير مستمرة ولا يدفع فاتورة الثمن الحقيقية إلا الأبرياء.

[email protected]