قطر.. حمالة الحطب!

TT

هل تحمل قطر السلَّم بالعرض؟ لا أعتقد، فرقصة قطر في حفلات زار الجنون العربي، ومحرقة لبنان بالذات، تبدو متسقة وتسير على ايقاع واحد. في حال لبنان يكفي الاستشهاد بتغطية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، والتي روجت فيه قناتها فكرة «أبو عدس» حتى خرج تقرير المحقق الدولي ديتليف ميلس مكذبا لقناة قطر، ولسان حالها!

اتساق رقصة الزار القطرية حولها وكأنها قائدة تنظيم في كهف، حيث تحاول بيع الوهم للعرب بصورة متواصلة، فهذه قناة أبو عدس أخرجت لنا النائب اللبناني وئام وهاب، ليطلق على التلفاز أقذع العبارات التي لا تليق إلا بأزلام الشوارع الخلفية.

وليت هذا النائب المؤدب يروي لنا قصة من خرجت به الطائرة مخطوفا من بيروت للخليج، ويسمي أسرته، طالما أن قناة «ابو عدس» لم تكشف لنا هذا الخبر.

سألت وزير خارجية خليجي، لم أسمعه ينتقد الدوحة من قبل: ماذا تريد قطر؟ قال «ما يفعلونه قمة الجنون، وأنا لا أفهم الجنون لأحلل لك ما تريده قطر»! مضيفا «أستطيع أن أؤكد لك انه وقت ما يصبح الحديث عن مفاوضات وسلام ستكون قطر أول المهرولين إلى إسرائيل».

فقطر التي اعتبرت القواعد الأميركية في الخليج احتلالا، وسخَّرت قناة «أبو عدس» لترويج ذلك، انتهى بها الأمر بأن أصبحت أكبر قاعدة أميركية خارج أراضي الولايات المتحدة. وقطر التي تتحدث اليوم وكأنها جيفارا، وسبق أن نادت بخيانة الدول العربية التي تعقد سلاما مع إسرائيل، عاندت المجتمعين في المؤتمر الإسلامي بالدوحة رافضة إغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي في اراضيها. وليت قناة «أبو عدس» تقول لنا كم بلغ عدد العاملين في المكتب اليوم، وعدد زوار قطر من الإسرائيليين حتى اليوم؟

قطر التي تبكي على حال الأمة، ومن أراضيها أديرت معركة إسقاط بغداد، هل يكون ما تفعله اليوم هو الشعور بعقدة الذنب؟ والأدهى والأمر أن وزير خارجيتها كان يقول إنه ذهب لنصح صدام حسين قبل الحرب، وكلنا يعرف أن هذا الكلام غير صحيح. والطريف أن الوزير المحنك زار بغداد وسيطا فسقطت، وباقي من توسط لهم من قيادات باتوا معزولين دوليا.

تخدير الشعوب الذي تمارسه بعض الأطراف في قطر، بكل اقتدار، أسوأ من الكذب. والمحزن أن الكذب في عالمنا العربي في تضخم، حيث لا نهاية.. من كذب أحمد سعيد خلف مايكروفون في غرفة، إلى كذب محمد سعيد الصحاف عبر جهاز وزارة الإعلام العراقية إبان عهد صدام، بل إن الكذب تضخم ووصل إلى دولة خلف شاشة تلفزيونية، وهي قطر بالطبع!

حالنا مع قطر وقناة «أبو عدس» منذ أواخر 1997 واعتبار بن لادن ضيفا أساسيا على الشاشة، مرورا بكل الأزمات، وحتى سقوط بغداد، واغتيال الحريري، ينطبق عليه القول العربي الجميل:

كنا لهم حطبا في كل نازلة  

وكانوا لنا حمالة الحطب

[email protected]