خوش عبقرية

TT

وصلتني عبر بريدي الإلكتروني أقوال لمجموعة من المشاهير الذين يهدرون أحيانا أمام المايكرفون بعبارات مضحكة تفتقر إلى المنطق أو العقلانية، وكأن جامع هذه الأقوال أراد أن يبرهن بجمعها أن الشهرة قد تداهم بعض خلق الله فيصفهم الناس بالعبقرية مع أنهم في واقع الأمر يتمتعون بقسط وافر من الغباء، وإن كنت أرى أنها مجرد زلات حينما يفلت اللسان من هيمنة التفكير.. ومن أطرف هذه الأقوال:

ـ «فيما عدا جرائم القتل، تظل واشنطن تتمتع بأقل معدل جريمة في البلاد» عمدة واشنطن ماريون بـاري.

ـ «لم يسبق لي أن أجريت جراحة ركبة في أي جزء آخر من أجزاء جسدي» لاعب السلة الشهير ونستون.

ـ «التدخين يقتل، وإذا أنت قتلت فقد فقدت جزءا مهما فعلا من حياتك» النجمة بروك شيلدز.

ـ «ليس التلوث هو ما يؤذي البيئة، بل ما يفعل ذلك هو الشوائب في الهواء والماء» آل جور نائب الرئيس الأميركي الأسبق.

ـ «لن أعيش إلى الأبد لأنه لا يجدر بنا أن نعيش إلى الأبد، لأنه لو عشنا للأبد، لكن ليس بوسعنا أن نعيش للأبد، لهذا لن نعيش للأبد» ملكة جمال أميركا عام 1995.

ولو سلط الله على خطبائنا العرب من السياسيين والمفكرين والأدباء والفنانين والإعلاميين الذين يهدرون يوميا في عشرات المحطات الفضائية راصدا لجمع أخطائهم وزلات ألسنتهم لكان لدينا كتاب من أطرف الكتب، فبعض هؤلاء يمكن أن يخطب خطبة كاملة لا تجد فيها ما يمكن أن يشكل جملة مفيدة واحدة، أما زلات اللسان فتكفي ساعة واحدة أمام التلفاز لملء السلة بصيد الأخطاء.

ومن الطرائف أن أحد أصدقائنا المذيعين تعود أن يرتكز في حواراته على عبارة «شيء جميل»، وقد حدث أن التقى بمسؤول في وزارة الصحة ليخبره عن انتشار وباء خطير في إحدى المناطق، فظل صديقنا المذيع يصر على أن ذلك «شيء جميل».. وفي أحد اللقاءات التلفزيونية أصر المطرب الخطير على أن لحن أغنيته الجديدة «مودرن كلاسيك وبتاخذ العقل»، أما المحلل الاقتصادي الكبير فقد ارتأى أن «من بين أهم أسباب انهيار السوق انهيار السوق!»، لكن الكاتب الرياضي الشهير الذي لا يفرق بين ضربة الجزاء وضربة الشمس يصر أن يكتب الكرة بالتاء المفتوحة في مقالاته التي يبعثها للصحيفة ويلوم المصحح إن ربط تاءه المفلوتة من عرقوبها.

والخلاصة نحن بحاجة إلى راصد لأخطائنا ليس للوم ولكن لأن من حقنا أن نضحك كالآخرين، فإن كان في ذاكرتكم شيء مما يمكن إضافته فلكم ما تبقى من مساحة المقال.

[email protected]