نصيران من السعودية (2)

TT

وفي خطاب 16 شوال قال «وقد كتبت إلى الشيخ أبي السمح بمكة أسأله عن سبب السكوت عن طلب جلالة الملك المعظم وقد أرسلت نسخة من الفتح الرباني إلى صنعاء لأحد اصهار الإمام يحيى لأن الزمان قد استدار فصار بعض علماء الزيدية يقرأون كتب الحديث لأهل السنة البخاري ومسلم ويقولون ان عوامهم اذا حضروا دروس الفقه لا يحبونها لأنهم لا يفهمونها واذا حضروا دروس الحديث يفهمونها ولله الحمد والمنة فطرة سليمة وايمان يماني».

وفي الخطاب المرسل آخر شوال، طلب ارسال الكتب مع الحجاج ليخفف على المشتركين أجرة البريد، ويستطرد «وقد جاءني الجواب من الشيخ أبي السمح يقول إن المالية استكثرت ألف جنيه وانه استحى أن يخبركم وانه يؤمل عند رجوع الملك المعظم للحج فيعيد عليه الكرة مرة أخرى، وأنا قد اخترت الاستاذ الشيخ محمد بن عبد اللطيف ليسعى في الشراء ولو الخمسة اجزاء التي ظهرت وبعدها يخلق الله ما لا يعلمون. ويخفف المالية شراء الخمسة وكلما صدر جزء يشترونه وبسبب نقص موارد الحكومة وكثرة مصاريفها صارت تصعب الصرف في أمور تجهلها لأن رجال المالية لا يهتمون بأمر الكتب».

وفي 9 ذو القعدة 1357، اقترح على الشيخ ان يكتب لفضيلة الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن الإمام محمد بن عبد الوهاب ليرغب جلالة الملك في الاشتراك في خمسمائة نسخة «لأن جلالته أحق الناس بإشاعته وطبعه ولقلة طلب الناس لهذا العلم النافع ستضطرون في المستقبل لعدم إتمام طبعه ولا يسوغ ذلك في زمن اثار السلف الصالح ومن احق بالفخار بنشر هذا الكتاب غير جلالة الملك فمن مثله من الملوك طبع كتب التفسير لابن كثير والتاريخ له والمغني والشرح الكبير في الفقه التي عم نفعها الناس وغيرها من ألوف الكتب التي توزع مجانا على أهل العلم» ويوصي الشيخ بكتابة خطابه بخط جميل مختصر وان ينوه فيه باشتراك جلالته بواسطة الشيخ السمح وانها قليلة ولا يمكن نشر الكتاب كله إلا بمساعدة جلالته بالاشتراك في خمسمائة نسخة ومسألة الاقساط انا أهونها على وزير المالية في كل شهر خمسين جنيها.

وليس لدينا ما يثبت أن الشيخ رحمه الله قد كتب إلى الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، ولكن هذا محتمل، خاصة ان الشيخ محمد بن عبد اللطيف قرظ الكتاب تقريظا حسنا، ويستبعد ان الشيخ لم يرد تحيته بمثلها ـ على الأقل ـ ان لم يكن بأحسن منها.

وفي 7 من ربيع الأول سنة 1358، كتب السيد محمد نصيف الى الشيخ خطابا مطولا يقول له فيه إنه لما بلغه ان جلالة الملك ابن سعود اشترى كتبا منها كتاب (نصب الراية) ووجد فيها مقدمة الكوثري في الطعن على علماء الجرح والتعديل وأئمة المذاهب الاخرى تسييدا لمذهب ابي حنيفة وكذبه على شيخ الاسلام ابن تيمية وتجهيلا له ولغيره من العلماء، وللشيخ محمد عبد الوهاب مصلح نجد انه بين ذلك لجلالة الملك وان توزيع هذه الكتب لا يجوز، وان أحق كتاب فيه فخر الدنيا والآخرة هو الفتح الرباني لو امر جلالة الملك بخمسمائة جنيه دفعة واحدة لحضرتكم قيمة نسخ من الكتاب المذكور فيصدر الكتاب في اقرب وقت وتوزع النسخ على علماء الجهات الذين يزورون جلالة الملك وقت الحج يكون في ذلك فخر الدنيا والآخرة ومن أحق بهذا الفخر من جلالته.. فجاء الجواب كالآتي: «اما كتاب الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام احمد فنحن ممنونون من طبعه واشتراكنا بألف نسخة منه يكون معلوما».

والأمل ان جلالته يأمر المالية بارسال مبلغ الخمسمائة جنيه مصري مقدما وهي ليست بكثير، خصوصا ان معدن الذهب في حرة بني سليم ناجح والبترول ناجح، ستكون بعد عشر سنوات واردات الحكومة نحو عشرة ملايين جنيه ذهبا والحمد لله رب العالمين ودمتم سالمين. ولكن هذا (النطق الملكي) لم يتحقق تماماً، ولم تشترك الحكومة في ألف نسخة، ولكن في مائة.

[email protected]