ليس هناك نساء خطرات

TT

ذهبت إلى دكان يبيع المواد الصحية الطبية، من مختلف النباتات والزهور والأعشاب، وبحكم أنني إنسان (طبيعي) النزعة، وأتوق إلى كل ما هو يبعث العافية والعنفوان والنشاط والألمعية في ذهني وفي بدني، فإنني دائماً وأبداً أتتبع كل الأخبار المبهجة التي تتحدث بها النشرات، ويتداولها الركبان عن أي ورقة أو حتى ساق نبتة لها مفعول حسن في رفع المعنوية، أو رفع الطاقة، أو رفع الرأس عالياً.

لهذا ذهبت إلى ذلك الدكان، وإذا به مغلق، وقد علقت على الباب الزجاجي من الداخل لافتة مكتوب عليها: مغلق بسبب مرض صاحب المحل.

فتذكرت على الفور المثل القائل: باب النجار مخلّع، فكيف يداويني ذلك العطار وهو عليل؟!.. ومن يومها إلى الآن أضربت عن كل دواء، سواء كان طبيعياً أو مصنعاً.

**

أعجبني جداً موقف رجل أحرق منزله الذي يسكن فيه، وعندما اعتقل واتهم وسئل عن فعلته تلك قال: إنني أقدمت على ذلك لأنني لا أحب جيراني، والحمد لله أنني أحب جيراني، ولو لم أكن كذلك، لأقدمت على فعل ما فعله ذلك الرجل الشجاع الطيب القلب.

**

قال لي أحدهم: إنه في (تايوان) هناك عبارة تتردد في كل مناسبة وهي كلمة (بايت أو) ـ وهي تعني: (سأنجح بمساعدتك).. فسألته: هل هذه العبارة تقال في كل مناسبة؟! قال: نعم، فسألته: وحتى في الأعراس؟!، فقال: نعم، وقد حصل لي ذلك فعلا عندما دعيت لحفلة زواج، وتقدمت للعريس والعروس بالتهنئة وقلت لهما: أتمنى أن ترزقا بطفل قريباً، فتبسما وانحنيا أمامي وهما يرددان (بايت أو، بايت أو).

فعدت أسأله بغباء منقطع النظير: وهل ساعدتهما حقاً؟.. فنظر لي شزراً ولم يجبني.

**

«أروع ما في التحلي بالصبر، أنه يزعج الشخص الذي يزعجك».

ـ وأروع منه أن توجه لذلك الشخص لكمة خطافية على حين غرّة.

**

ليس هناك نساء خطرات، ولكن هناك رجالاً جبناء.. والحمد لله إنني خارج وبعيد عن هذه اللعبة.

أرجو المعذرة من القارئ الكريم، لأنني كتبت هذا الكلام بالأمس، واليوم بعد أن رجعت إلى هذا المقال لا بد وأن استدرك وأصحح وأقول: إن هناك نساء خطرات فعلاً، وبعض الرجال المساكين المتمرسين باللعب من أمثالي، يحتاجون حقاً إلى ملاجئ محصّنة ـ خصوصاً من الغارات الليلية.

[email protected]