عبد الله بن عبد العزيز: ملك الثقة

TT

محبته في قلوب شعبه تفوق في حجمها أي دراسة أو استطلاع رأي، إحسان ظن كبير من الناس بحقه، واحترام صادق لتوجهاته ونواياه. هذا هو وصف حال الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، الذي مضى عام على حكمه للمملكة العربية السعودية . تحركات ايجابية في اتجاهات تنموية مختلفة، لعل أبرزها شعارات مرحلتها هي المشاركة وتوسيع دوائر التأثر واستفادة أكبر عدد ممكن من أبناء وبنات الشعب. مداخيل قياسية دخلت الى الميزانية السعودية في السنة الماضية، بسبب المستويات السعرية العالية للبترول، وكان التحدي هو كيفية توظيف هذه الموارد، بحيث تستفيد منها قطاعات متعددة وفي مناطق مختلفة. وتم إطلاق مجموعة من المشاريع التاريخية المتخصصة والعملاقة مع شركات محلية وإقليمية، باستثمارات هائلة، وكذلك أطلق مجموعة لافتة من الجامعات والكليات الخاصة والتابعة للدولة، في قطاعات علمية جديدة، ومع شراكات استراتيجية تضم جامعات ومعاهد وكليات دولية مرموقة. وصاحب هذا أكبر حملة ابتعاث للطلبة السعوديين الى جامعات العالم المتقدمة، وضمت قائمة الابتعاث هذه المرة بلادا جديدة وغير تقليدية، في اشارة رمزية واضحة الى رغبة السعودية في الانفتاح على العالم بدون استثناء، بعد سنوات من آراء وفتاوى جاهلة كانت تعتبر هذا كله «حراما».

في هذه السنة أيضا شهدت المرأة السعودية بعض التحركات لتمكينها من المشاركة بسوية وعدالة وكرامة، بعد أن كانت لسنوات أسيرة لآراء ظالمة وجاهلة. فرأيناها تشارك في وفود رسمية وتعين في مناصب إدارية ومناصب استشارية بمجلس الشورى.

هناك نشوة وإحساس بالأمل في مستقبل واعد لدى الغالبية العظمى من السعوديين، إحساس قوي لديهم بأن اقتصادهم قوي، ملكهم محبوب، وآمالهم قابلة للتحقق، دعم هذا التوجه تدخل الملك عبد الله شخصيا في الكثير من المسائل الحيوية، التي تمس عامة الشعب وشرائح مختلفة من المواطنين الذين قد يكون أصابهم الضرر، لعل الحالة الأشهر والأكثر تداولا في أحاديث الناس عندما انهار سوق الأسهم السعودية والخطوات التشريعية والادارية التي تبعت ذلك الأمر.

وتبوأت السعودية على صعيد السياسة الخارجية مكانة مميزة جدا وخصوصا على الساحة العربية، وبات يعرف أن للمنطقة حكيما وزعيما يقود المنطقة بعزم وايمان. وتأتي الذكرى الأولى لبيعة الملك عبد الله والمنطقة تمر بأزمة غير مسبوقة، ولكن الموقف السعودي والتحرك السعودي كان ولا يزال الأبرز. كل ذلك يؤكد أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ليس فقط نقلة نوعية للسعوديين أنفسهم ولكن للمنطقة العربية بأسرها.

[email protected]