بالتأكيد هم فاشيون

TT

كل ما يبالي به كثيرون منا السمعة والصورة، صورتنا في الإعلام وسمعة المسلمين في العالم، ولا يبالون بإصلاح الأصل، إصلاح أبنائهم.

ومنذ أن سمى الرئيس الأميركي الذين خططوا لقتل آلاف المسافرين في عشر طائرات بالفاشيين المسلمين، ولا نسمع إلا احتجاجات من بعض الجمعيات الإسلامية في الغرب والشرق ضد الوصف.

ما المشكلة أن نصف إرهابيا بأي صفة سيئة، طالما انه هو نفسه يتسمى بالاسلامي ويعلن موقفه، ومخططه، وأهدافه، ويذيع مناصروه علانية دعوات للقتل لمن يعتبرونهم كفارا، أو يختلفون معهم في الدين أو السياسة؟

والغريب أن الجماعات المحتجة التي عقدت مؤتمرا صحافيا، كان الأحرى بها أن تعقده لشجب أفعال المنتسبين للإسلام الذين أساءوا إلى كل الإسلام والمسلمين.

لم يقل بوش إن المسلمين فاشيون، بل قال إن المسلمين الفاشيين هم المشكلة، أي أنه ميّز بين فئة متطرفة وبين عامة المسلمين المسالمين الأبرياء. نعم الفاشية كلمة لها مدلولات سيئة، وتستخدم هنا لتقريب المعنى للمستمعين. فالغربيون يعرفون أن الفاشية حركة قومية متطرفة، خرجت من داخل المجتمع الأبيض الأوروبي، مسؤولة عن حروب مدمرة جرته دعواتها المبنية على التمييز والعنصرية والكراهية. وهذه المقاربة سليمة، عندما تضعها الى جانب أدبيات المتطرفين الإسلاميين. وكما حارب الأوروبيون الفاشية والفاشيين بالكلمة والبارود، فإن العالم سيحارب المتطرفين الإسلاميين، وهذا ما يفعله المسلمون الأخيار الذين يتقدمون غيرهم في مطاردة القاعدة، كما فضح مسلم المؤامرة الأخيرة لخطف الطائرات الذي سارع لإبلاغ السلطات الأمنية، عندما اشتبه في ما يحدث في الجوار.

لذا لم أفهم ما الذي يريده حماة السمعة والصورة من الغربيين ان يسموا المتطرفين المسلمين، الذين لجأوا الى العنف، هل يسمونهم الخوارج؟ المشكلة أن أحدا لا يفهم مدلولاتها التاريخية. هل ينادون بأسمائهم فقط أسامة وأيمن ومحمد وزماني؟ هل يسمون على الطريقة المصرية الساخرة بـ«الناس اللي ما تتسماشي».

إن وصفهم في الغرب بالفاشية، هو أفضل من كل النعوت السيئة التي ألصقت بهم عن حق أو باطل. لأنها تعني عند الغربيين فئة محددة بذاتها، لا تزال تعيش في داخل مجتمعاتهم، ومن عرقهم وديانتهم، وبالتالي تميز بينهم والآخرين.

لكن ما هو أهم من الانشغال بالحفاظ على الصورة الأهم إصلاح الحال، مواجهة المتطرفين بيننا. فغالبية الغربيين لم تكن تعرف شيئا عن الإسلام والمسلمين، قبل أن يسمي بن لادن والظواهري ومحمد عطا ومفجرو لندن أنفسهم بالاسلاميين، ويستخدموا القرآن والتسميات التاريخية الاسلامية. أنت لا تستطيع أن تلقب حركة الاولوية الحمراء الا بما يسمون به أنفسهم، ولا مفر من ان تصمهم بالشيوعيين الايطاليين، وكذلك مع الجبهة الوطنية التي توصم بالنازية والفاشية البريطانية.

في النهاية ان وصف التفاح الفاسد بالتفاح الفاسد، لا يكره الناس في أكل التفاح الصالح، وهذه حال المسلمين، فهم مليار شخص ولا خيار للعالم سوى التعامل معهم وملاحقة القلة السيئة بينهم. لقد بددنا وقتا طويلا منذ السبعينات وهمنا الاحتجاج على التسميات والصورة، رغم انهم يخطفون طائرات مدنية ويقتلون الناس في المطاعم، ويبررون أعمالهم بتسميات قومية أو إسلامية. إن وصف مسلم بالارهابي أمر طبيعي إن كان إرهابيا، كما يقال مع مهرب مخدرات كولومبي، ومافيوي إيطالي، وجزار روسي، ونازي بريطاني، أو يميني متطرف أميركي.

[email protected]