لأكبر الأبواب أصغر المفاتيح!

TT

أكثر الناس فهما لسفالة الإنسان: المفكر الإيطالي مكيافللي والوزير النمساوي مترنيخ ـ وهو أستاذ المستشار الأمريكي الألماني هنري كيسنجر.. فمكيافللي هو أستاذ السفالة والانحطاط ـ أي أستاذ السياسة الواقعية التي لا تعرف دينا ولا خلقا.

ووزير خارجية النمسا مترنيخ الذي سيطر بفكره على أوروبا كلها.. وكانت عنده قدرة على النفاذ إلى أعماق الإنسان إلى حيث الضعف الإنساني.. ومن رأيه لا يوجد إنسان ليس سافلا أحيانا.. أما هذه الأحيان فعندما يكون في حضور امرأة جميلة أو كنز من الفلوس أو تلويح بمركز سياسي!

صح يا أستاذ.. ولذلك عندما تقف أمام الهرم يجب أن تدور حوله لتعرف كيف دخله وخرج منه العمال والمهندسون. والتاريخ يؤكد لنا أن العظماء لها مداخل سرية. هي نقاط الضعف في حياتهم.. فالشاعر الألماني العظيم جيته كانت تقع في غرامه كل النساء لم يتورع عن زوجة ابنه، وقال هو أب لمعظم أولادها. والرجل الغلبان توفيق الحكيم عندما توفي ابنه الوحيد، ظهرت أرملته تقول في الصحف انه وانه.. ولم نصدق. ولكنها أكدت. وسكت الحكيم ولم تسكت أرملة ابنه! وهتلر الذي تركع عند قدميه كل نساء ألمانيا.. لم تفتنه إلا ابنة أخته.. وكان ما كان. ولما أحس أنها لن تمسك لسانها استدرجوها إلى أحد الغابات وقتلوها! وهذا الوزير مترنيخ كان أكثر دراية وأشجع في الاهتداء إلى سفالات العظماء في زمانه.. ويقال انه هو شخصيا كان عشيقا لإحدى أخوات نليون.. ولكنه هو الذي ابتدع المخابرات النسائية.. كان يطلق الجميلات على خصومه السياسيين .. وكان الملتقى في الحانات.. حيث الخمر وذهاب العقل والجمال والفلوس.. هنا ينهار اكثر الرجال حرصا على كل كلمة يقولها.. ولكنه وفي هذا الجو الضاغط القاهر يقول ويتباهى ويبالغ.. وما هي إلا لحظات حتى تكون أخبار رجالات النمسا عند الوزير مترنيخ!

والذي لم ينتبه له الوزير الخطير، انه عندما أحب كاترينا إحدى عيونه على الناس.. كانت هي عيون الناس عليه.. فقال وروت وأطالت عن ضعف الوزير وماذا قال لها، وكيف انه راح يبوس القدم، وانه كان يقول لها وكانت تقول.. ولم تمنعها سفالتها طبعا أن تقول انه كان شاذا فقد علمها السفالة، فكانت أكثر تفوقا عليه.. وكاترينا راينباح هي صاحبة المقولة الشهيرة: الأبواب الكبيرة ليست لها مفاتيح في حجمها.. وإنما اكبر الأبواب ضخامة له مفاتيح صغيرة. وهذه المفاتيح في حقائب النساء.. فلا تذهب إلى عظيم، وإنما فتش عن المفاتيح.. وهي عند النساء دائما!

وهي التي قالت: لقد غلبني الضحك، عندما وجدت مترنيخ قد تزحلق من فوق عرشه إلي قدمي.. انه المسكين قد صدق الأكاذيب التي كان يلقنها لنا.. انه الضحية.. ضحية نفسه.. هاهاَ..