مقارنة بين الخناشير والغنادير

TT

من المؤكد أن المرأة كانت تعيش في أواخر القرن التاسع عشر أكثر من الرجل بمقدار سنتين وعشرة أشهر، وفي منتصف القرن العشرين قفز الفرق ـ ما شاء الله ـ إلى أكثر من ست سنوات، أما في الوقت الحاضر فقد تجاوز العشر سنوات، ولا أدري إلى أين هي المرأة ذاهبة في طول عمرها الذي يقفز كالأرنب، بينما عمر الرجل يسير بالتقدم كما تسير السلحفاة العرجاء.

وهناك إحصائية تقول: في سن الأربعين يموت من الرجال 17، مقابل 10 نساء، وفي الخمسين يموت 19 رجلا مقابل عشر نساء، أما ما فوق ذلك «فيا كبدي على الرجال»، لأنهم يتساقطون بعد ذلك مثلما يتساقط البعوض «بالفيلت».

لهذا توجد الآن في العالم ما يزيد على مائة مليون أرملة أكثر أزواجهن ماتوا في سنوات العمل والإنتاج وليس الحروب، فهل المرأة يا ترى هي السبب الرئيسي في «قصف عمر الرجل»؟! لا أريد أن أتورط في الإجابة عن مثل هذا السؤال الملغوم، ولكنني أترك الجواب لسيدة كتبت مقالاً في إحدى الصحف الأجنبية، وكان عنوانه: «لا تقتلي زوجك قبل الأوان».. يعني كأنها تقول بطريقة غير مباشرة: لا بأس أن تقتليه، ولكن بعد أن يسمن ويتربرب ويحين ذبحه، وهي تقول: إن الأمراض كلها تقريباً تهلك من الرجال أكثر من النساء، لأن الرجل معرض للضغوط والمضايقات أكثر، لهذا فالمنتحرون منهم كذلك أكثر.

وهناك مغالطة متداولة ترى أن جسد الرجل أقوى من جسد المرأة، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فالمرأة وهي حامل تحتاج إلى احتياطات خاصة من القوة والاحتمال، فرئتاها وقلبها وبقية أعضائها لديها من القوة أكبر بكثير مما لدى الرجل، مما يؤهلها لأن تفي باحتياجاتها هي واحتياجات الجنين كذلك، والمشكلة أن تلك القدرة المضاعفة ما زالت تستمر معها حتى بعد أن تضع الجنين.. فهل النساء فعلاً مجهزات بصيدليات متنقلة مثلما يرى البعض؟! أنا ممن يميل إلى ذلك، فأغلب النساء يتمارضن ولا يمرضن، ويتدلعن ولا يتألمن، طبعاً أريد أن استثني من النساء من يسرن على الصراط المستقيم كلاعبات السيرك.

فالرجل «فين وفين» لماّ يترمّل، في حين أن المرأة سرعان ما تنال ذلك الشرف، والدلالة على كلامي وطول عمرها ـ الله يزيدها من فضله ـ أنني شخصياً فقدت الكثير من أصدقائي ومعارفي وغيرهم وكان السواد الأعظم منهم متزوجين، طبعاً زوجاتهم كلهن أصبحن الآن أرامل، ولم أسمع خلال أكثر من عشرة أعوام أنني ذهبت للعزاء لرجل توفيت زوجته إلاّ مرتين يتيمتين فقط لا غير، وأحد الرجلين جدد فراشه الآن وتزوج، والآخر لا يزال أرمل يذرف الدموع على شريكة عمره ـ الله يصبره.

أرجو ألاّ يثير كلامي هذا المدعوم بالحقائق حفيظة أية امرأة حمقاء أو رعناء تعتقد أنني أحسد النساء على طول أعمارهن، لا بالعكس، فإنني على الدوام أدعو لهن وأقول: يا رب زِد وبارك، فما أبشع الكرة الأرضية إذا كان فيها «الخناشير» قباح الوجوه أكثر من «الغنادير»[email protected]