في غاية الرفق بالحيوان

TT

عثروا على قنابل عنقودية لم تنفجر في جنوب لبنان.. القنابل إسرائيلية، واحتج لبنان. وشهد بذلك بعض قوات الطوارئ.. وأعلنت أميركا أنها سوف تحقق في الأمر. ولكن لماذا؟ لأن هناك معاهدات سرية، لم نكن نعرفها بين أميركا وإسرائيل تحرم استخدام هذه القنابل إلا ضد العسكريين. كما حدث في سنة 1967 وسنة 1973، أي أن هذه القنابل لقتل المقاتلين، أما المدنيون الأبرياء فلهم قنابل أخرى. ومن أهم مزايا هذه القنبلة العنقودية أنها مثل عناقيد العنب، أي قنبلة تخرج منها قنابل صغيرة لاصطياد الأفراد. ورأت إسرائيل أنها تحارب المدنيين الذين هم جند نصر الله.

ولم تعترض أميركا على قتل المدنيين، وإنما اعترضت على نوع وحجم هذه القنابل. أي أنها موافقة، تماما كما فعلت في نجازاكى وهيروشيما، لم تقتل إلا مليون مدني وشوهت مليونين وأصابت الأرض بالبوار ولم يمت عسكري واحد! ومعنى ذلك أنه لا قيمة لضبط إسرائيل متلبسة بأسلحة ممنوعة.. ولا قيمة لاعتراض أميركا على ذلك.

وقد أعلنت أميركا أنها سوف تتحقق من هذه المخالفة الصريحة وتحققت من ذلك وبس.

وحدث في لبنان ما حدث في حرب الخليج، تلوثت المياه فماتت الأسماك والسياحة أيضا. وتشرد في لبنان حوالي عشرة آلاف كلب وقط.. وهي حيوانات مدللة. هرب أصحابها وتركوها وراءهم.. وانضمت الكلاب إلى الضالين من البشر.. لأن جمعيات الرفق بالحيوان وجدت كلابا مربوطة. ماتت في مكانها لم يسعفها أحد بطعام أو شراب.

وقد اهتزت جمعيات الرفق بالحيوان وليس بالإنسان.. وتحاول إعادة هذه الكلاب الضالة إلى حالتها – أي تأهيلها لأن تكون كلابا بيتية بعد أن صارت كلابا شوارعية.. وقد حدث أن اختار أحد جنود الطوارئ كلبا جميلا وفوجئ كوفى أنان أن صاحبة الكلب تريد استعادته لأنه أغلى ما تملك في حياتها. وأنها ورثته عن جدتها، وأنها أطلقت عليه اسم ابنها الذي فقدته في الحرب من عشر سنوات.. ويقال إنها تلقت وعدا بعودته إليها.. بعودة الكلب الغالي عليها، الذي يحمل اسم ولدها الذي هو أغلى من الكلب!

منتهى الرفق بالحيوان.