صباح الخير

TT

أرجو ألا يساء فهم هذا الكلام، حول الحدث القطري الأخير، وأرجو ألا يحسن فهمه أيضا، لأن كليهما سيان، ما دام المعنى مغلقا عليّ في الأساس. وأسارع إلى القول إنني مع دعوة الأستاذ عبد الرحمن الراشد لأن نشجع قطر على ما تقوم به. لكن المشكلة بالنسبة إلى البسطاء أمثالنا أننا لا نعرف حقا ما تقوم به قطر. وأقسى ما يمكن أن يكون عقاب المرء هو أنه دعم وأيد ما هو فوق إدراكه ومستواه العقلي.

وإني أقر، كتابيا كالمعتاد، بأنني لا أفهم ماذا تفعل قطر ولا ماذا تريد حقا. فإذا كانت مع العرب والعروبة وفلسطين وحزب الله، توجب أن تعلن قطع كل علاقة معروفة أو سواها، مع العدو الأكبر للعرب والعروبة وفلسطين وحزب الله. أي إسرائيل. وإذا كانت تريد، مشكورة وبكل صدق، أن توظف علاقاتها مع إسرائيل وأميركا من أجل العرب والعروبة وفلسطين وحزب الله، فيجب أن تقف وتقول: يا جماعة اهدأوا.. اعطوني بعض الوقت لكي أحل في عشرة أيام ما لم يحل في قرن. هادنوا إسرائيل وأميركا ـ خصوصا في التلفزيونات ـ لكي أعرف كي أكلم هذه الجماعة. وعلينا آنذاك أن نتقبل جميعا هذا الشرط وان ننتظر، سعداء، حل قضية الشرق الأوسط على أيادي قطر البيضاء ولا مستحيل تحت الشمس، كما قال نابليون.

أما أن تتضارب كل الأشياء معاً على هذا النحو، فالحقيقة أنني أذهب إلى النوم ولم أفهم شيئا بعد. لا أعرف كيف يذهب وزير خارجية قطر إلى لبنان بحراسة طائرات إسرائيلية. ولا أفهم كيف تخرق طائرة قطرية حصار لبنان ومعها إذن مسبق من إسرائيل، ولا أعرف كيف يذهب كوفي أنان إلى بيروت وتل أبيب ودمشق والرياض ثم يجد أنه لا بد له من الوقوف إلى جانب زعيم الديبلوماسية القطرية في الدوحة. وسامحوني بربكم إن لم أفهم كيف تكون دمشق عاصمة الممانعة العربية الأخيرة ومدخل الشيخ حمد إلى بيروت وجنوب لبنان الذي محته إسرائيل حصوة حصوة. وأنا من الغباء لدرجة أنني حتى اللحظة لم أفهم بعد كيف عرضت أميركا تفاصيل ضربها للعراق من مقامها قرب الدوحة. أنا كل ما أذكر أن دولة قطر حاولت حل المشكلة الباكستانية. وأرسلت وزيرها إلى صدام ينصحه بالتنحي. وأن وزيرها يذهب إلى واشنطن بطريق هافانا. ثم يأتيه أنان ويشاركه منصة المؤتمر الصحفي. وللاختصار، أنا غبي. سامحوني. لم يعد في هذا العصر مكان للسذج، ولكن عما تريدونني أن أكتب؟ عن عصر النور العربي؟