11 سبتمبر .. حلها الوحيد

TT

في يناير 2002 خطف شاب في الخامسة عشرة من مدينة تامبا طائرة من محرك واحد وطار بها فوق المدينة تطارده طائرات الفانتوم. لكن تشارلز بيشوب، العامل الكهربائي ظل مندفعا بالطائرة نحو مكاتب «بنك أوف أميركا» وحطم طائرته عليها. ووجدوا على جثته رسالة تقول إنه من مؤيدي بن لادن! ووقع في ايطاليا حادث مشابه فيما بعد.

لكن كل ما حدث ظل في نهاية الامر، احداثا متفرقة. الذي لم يعد حدثا منفردا هو الرعب الذي تحكم بالعالم اجمع. وتحولت الاسماء العربية والألبسة العربية في المطارات الى علامات الشبهة. وفي مطار مالقا كادت الحركة تتوقف لان إشعارا خاطئا صدر من سيدة مغربية محجبة. وارتبكت المسكينة وارتبكت معها الآلات والناس. وزمارات الاستشعار المعدني. انها ايضا حرب الهويات. كان أفظع ما قام به الاميركيون بداية الحرب على العراق تغاضيهم عن سرقة متحف بغداد. لقد تركوا السماسرة والسراقين والهمجيين ينظفون واحدا من اهم متاحف العالم. وعندما قصفوا الموصل كادوا يقصفون اثار نينوى. تدمير متاحف العراق وتدمير تماثيل باميان البوذية هو صراع هويات. وهناك تكاذب بين الفرقاء. وتشرشل كان يقول «الكذبة اول الحواجز التي تقوم في الحروب». ويومها كان البث غير مباشر ويقتصر فقط على الافلام السينمائية التي وجهت وكونت ثقافات اجيال بأكملها. وجميع الافلام التي شاهدناها شبانا كانت تصور الالماني بأنه رجل فظ وقاس ولا يرحم. وتحولت السينما التي يسيطر على معظمها منتجون يهود هربوا من اوروبا الشرقية، الى مصنع فني بارع في كره الالمان والثأر مما تعرضوا له. ولم يكن المشاهد العادي يناقش ما يرى. فهو معجب سلفا «ببطله» ويقبل منه أي شيء. تماما كما صفق المشاهدون حول العالم لهزائم الهندي الاحمر المتوحش امام الرجل الابيض القادم لتمدينه عن طريق الابادة.

كنت اتمنى ان تكون 11 سبتمبر فرصة للمصالحة بين الغرب والآخرين. ان تجلس اميركا امام نفسها وتعرض سياسات قرن مضى حول العالم. وفي الاسابيع الماضية قرأت لثلاثة من كبار اليهود الفرنسيين (جاك اتالي، برنار كوشنير، جان دانيال) يدعون اسرائيل الى اعادة النظر في نفسها وفي مصيرها، وان تعرف ان لا حياة لها كدولة عسكرية لا خيار لها سوى القوة. انهم يريدون لها البقاء. ويعرفون ان سلوكها ضد استمراريتها. او كما قال السيد محمد خاتمي في اميركا: اسرائيل اكبر داعم لاعدائها.