ماذا لو حدث هذا على ارتفاع 30 ألف قدم؟!

TT

انتحر في جدة قبل نحو ثلاثة أيام، طيار كندي بسبب طعنة نافذة في رقبته، وقد عثر على جثته داخل غرفته في سكن الخطوط السعودية، ويقول خبر صحيفة «عكاظ» السعودية عدد الخميس الماضي، إن رجال الأمن اكتشفوا عبارة «الآن بإمكانكم تنظيف الغرفة»، وأن بعض الذين قابلوا الطيار أشاروا إلى أنه كان يقوم بحركات غير إرادية ويتعاطى عددا من الأدوية من فترة لأخرى، بينما يقول الخبر المنشور في صحيفة «الوطن» السعودية عدد الخميس الماضي أيضا، انه تم العثور في غرفته على ورقة مكتوبة باللغة الإنجليزية، يشير فيها إلى أن الشيطان دعاه إلى ذلك.

وللإنصاف فلقد تضمن أحد الخبرين قولا بأن المسؤولين في الخطوط السعودية، لاحظوا على الطيار رعشة في جسمه، وعدم اتزان مما حدا بهم إلى إبقائه في مقر إقامته، حتى يتم النظر في شأنه.. وأنا لا أعرف ما هي فحوصات الصحة النفسية التي تطبق على الطيارين في الخطوط السعودية أو غيرها من خطوط الطيران العالمية، ولكنني دائما أخشى من إمكانية أن يفلت من مثل تلك الفحوصات طيار مريض فيتسبب في كارثة، خاصة وأن بعض حوادث الطيران العالمية تشير بشكل ما إلى الحالات النفسية لبعض الطيارين.

وخبر مثل هذا بالنسبة لمن يعانون من فوبيا الطيران يفتح بوابة من التخيلات المرضية، كأن يتساءل البعض: ماذا لو أن ذلك الطيار المريض نفسيا قد توهم أن الشيطان قد دعاه إلى الانتحار، وهو على ارتفاع أكثر من 30 ألف قدم؟!

وعلى الرغم من الحقيقة التي يرددها العاملون في حقل الطيران من أن السفر عبر الجو من أكثر وسائل التنقل أمنا، خاصة إذا ما تمت مقارنته بحوادث السيارات على الأرض، التي يمكن أن تحصد في عام واحد أضعاف ما حصدته حوادث الطيران في مائة عام، إلا أن العقل البشري في الكثير من الحالات يظل يستشعر أمانه أكثر، كلما اقترب من الأرض، ولن أنسى قط صديقي الذي يعاني من «فوبيا الطيران» والذي يوجه عتبه الشديد على مسؤولي بعض خطوط الطيران، الذين لا يحسنون اختيار المضيفين والمضيفات، فهو يرى أن وجوه بعضهم المقطبة العابسة تشعرك أن خللا ما في الطائرة، وأن ثمة كارثة على وشك الحدوث.. وفي الكثير من الرحلات كنت أتأمل وجوه بعض الملاحين والملاحات على ارتفاع أكثر من 30 ألف قدم، فيتأكد لي أن صديقي على حق..

دمتم في حماية الله في الأرض والبحر والجو.

[email protected]