نحن عرب لا نخجل من أنفسنا!

TT

اللغة العربية مشكلة عندنا!

لا لأننا اكتشفناها أخيراً.. ولكن لأننا اكتشفنا أننا لا نتحدثها.. ولا نحن مشغولون بذلك.. وواضح جداً أننا نستخف بتدريسها والتكلم بها.

وإذا كانت لغة الصحف لم تعد لغة عربية فصحى، فإنها على كل حال لغة عربية سهلة تجمع بين العامية والفصحى.. أو هي لغة الكلام بين المتعلمين أو المثقفين.. وهي قادرة على نقل المعني المطلوب في أضيق مساحة. وأقصر وقت وأرخص ثمن.

وقد اكتشفنا أننا لا نتكلم اللغة الفصحى، ولا نحسن نطق حروفها ولا نطق كلماتها أيضاً.. وبعضنا يتباهى بأنه لا يعرف اللغة العربية.. وإن كان يجيد الفرنسية أو الإنجليزية، في حين أن الفرنسيين والإنجليز لا يتباهون بجهلهم للغتهم أو حتى اللغات الأخرى!

والصحف مليئة بالأخطاء النحوية والإملائية، والأخطاء المطبعية التي يظن بعض الناس بحسن نية أنها مقصودة!!

وهذا عيب فى الصحف، ولا شك، وفى الإذاعة ـ وهى أكثر انتشاراً من الصحف ـ أخطاء لغوية ونحوية ـ ولا بد أن تكون هناك أخطاء إملائية أو مطبعية أيضاً.

وإلا فكيف نجد أن الذين يقرأون من ورقة أمام الميكرفون يخطئون فى نطق الكلمات العربية والأجنبية. وفي كثير من البرامج الثقافية والمتخصصة كلام باللغة العامية.. وبعض العاميين من الإذاعيين يتصورون أنهم إذا تحدثوا إلى الشعب فمن الشعبية أن يتكلموا بالعامية.. مع أن اللغة العربية السهلة هي الأقرب إلى فهم الجميع.. ثم إن في هذا الأسلوب سوء ظن وسوء نية أيضاً..لأن معناه أن الشعب لا يفهم حتى اللغة العربية السهلة..

فما العمل؟

يجب أن نتمسك باللغة العربية السهلة: بتدريسها وممارستها.. وعلى الذين يتحدثون فى الإذاعة والتلفزيون أن يحرصوا على اللغة العربية.. لأن اللغة العامية هي أحد عوامل التفرقة بين العرب.. فاللغة العربية واحدة.. واللهجات العامية بالعشرات.. فإذا أردنا الوحدة فاللغة إحدى الوسائل.. وإذا أردنا إذابة الفوارق بين الناس أو بين الطبقات.. فاللغة هي أصدق وأجمل الوسائل أيضا.

والأدباء أول من يفعل ذلك.. أو من الواجب أن يفعلوا ذلك.. فهم نماذج.. أو من الواجب أن يكونوا كذلك.. ويجب ألا يخجل إنسان من أنه يتكلم العربية أو يدعو إليها.. وإنما الذي يخجل هو الذي يتعالى على هذه التجربة النبيلة وعلى الناس!