طريق شارون المسدود

TT

يتورط ارييل شارون بدماء الفلسطينيين بشكل يومي، ويندفع مثل اي ثور هائج من دون ان يدري نهاية هذا الاندفاع. وهو يدخل الى حقل الالغام برجله من دون ان يجبره احد على فعل ذلك.

يراهن السيد شارون على انهيار المقاومة الفلسطينية، وعلى توقف الانتفاضة ليذهب الى ناخبيه والى حلفائه في واشنطن حاملا ما يعتقد انه رأس الفلسطينيين على صحن من فضة، ولكن هذه المراهنة فشلت حتى الآن في التقدم خطوة الى الامام رغم انها معززة بالدبابات والطائرات التي تستخدم ضد مدنيين عزل.

الفلسطينيون اثبتوا عكس ما يعتقد شارون، ان لديهم من امكانيات الصمود الكثير، وان بحر صبرهم وتضحيتهم لا ينضب. ولذلك اضطر شارون الى استخدام المدافع الثقيلة لاصطياد العصافير، واستخدم آخر تكنولوجيا الحرب البرية والجوية ضد المدنيين، وضد المدن والتجمعات السكانية بطريقة لا يتفق فيها فعل الحجر مع ردة فعل الدبابات.

شارون يدخل مغامرة، وهو على استعداد للذهاب الى اعلى سقف ممكن سياسيا وعسكريا لتركيع الفلسطينيين، وهذا ما يفعله الآن من قتل الاطفال، والشرطة، والناشطين في الحركات الفلسطينية، وحيث يصطاد الافراد بالطائرات والدبابات في معركة لاأخلاقية وغير متكافئة.

لن تدوم مقاومة شارون طويلا، فالوعود التي اطلقها لم يستطع تنفيذها، والاسلحة التي استخدمها بكل قوتها لم توقف الانتفاضة، ومعركة الوقت سيخسرها شارون، ولكن المهم ألا نساعده في الخروج من المستنقع من خلال اتصالات سياسية غير مجدية، ومن خلال لقاءات تستهدف تضليل الرأي العام العالمي والتغطية على جرائم القتل اليومي، وحتى المبادرات بما فيها المبادة المصرية ـ الاردنية، يجب عدم الاندفاع وراءها، فالثور الهائج يجب ان نراقبه وهو يصدم الحوائط الاسمنتية كل يوم، وبرنامج التطرف يجب ان يعطى فرصة لأسابيع او اشهر قليلة قادمة، فاذا سقط هذا البرنامج فلن يجد «من يسمي عليه» حتى بين الناخبين الاسرائيليين الذين حركتهم العنصرية، وانطلت عليهم وعود التصفية والترانسفير وغيرها من السياسات.

شارون سيصطدم بالحوائط الفلسطينية فلا تساعدوه على فعل غير ذلك.