أحبك يا أستاذ: براءة

TT

كنت ممثلاً للمجلس الأعلى للثقافة في نقابة المهن التمثيلية، فكانوا إذا أرادوا معاقبة فنان خرج على النص، أو راقصة خرجت من ملابسها أكثر من اللازم، يستدعوني لأفصِّل في الشكوى واقترح العقاب.. وهي كما ترى مهمة غريبة. ومن الصعب إدانة أحد في هذا المجال. فإن كان الممثل قد خرج على النص أو خرج على الذوق، فهذا يحدث كل يوم.. عندما يجد الممثل ان الموقف يقتضي بعض الإضافات التي استوحاها من الموقف. أو أنه الملل والتكرار اللذان يدفعان الممثل إلى أن يأتي بجديد. ولا يهم ماذا يقول ويتضايق المؤلف والمخرج ولكن الممثل معذور..

وقد عاينت أنا ذلك في مسرحياتي الكوميدية التي ظهرت على المسرح لدرجة ان المسرحية في ليلة عرضها الأول مختلفة جداً عن ليالي عرضها بعد شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين!! ولا حيلة لنا في ذلك!

فقط عندما يخرج الممثل عن اللياقة ويستغرق في التلميح والتصريح الجنسي!

أما الذي تفعله الراقصات فقصة أخرى.. تجيء الشكوك من أي مواطن أنه وأسرته قد فزعوا عندما تعرت الراقصة وتلوت وتكسرت وتأوهت وتأودت الخ.. وفي هذه الحالة نستدعيها.. وتجيء ومعها ملابسها.. ولا بد أن تظهر كما ظهرت في تلك الليلة.. ومع الموسيقى تتثنى كما فعلت.. ولا أعرف كيف كانت فلا أحد قد سجل لها هذا الخروج.. ولذلك فالمقارنة ظالمة. وأقول: لقد جاء في الشكوى أن ما تبقى من ملابسها الداخلية كان أقصر من كفة اليد.. ومعنى ذلك أن تبكي وتقول إنهم لا يريدونها أن تخلف نجوى فؤاد وفيفيي عبده .. وتبكي .. وهي تبكي تعرض كيف كانت ترقص وكيف أنها مهما اهتزت يميناً أو شمالاً فلا يمكن أن تبدو عارية تماماً كما زعموا..

ونتلفت لبعضنا البعض ويسألونني: ما رأيك.. فأقول: الذي أراه الآن شيء عادي جداً. ولا ينكره أحد. ثم كيف تكون راقصة شرقية وقد تحجبت تماماً فلا يظهر لها ساق ولا نهد ولا ردف؟!

وتسألني الراقصة: يعني براءة يا أستاذ؟ فأهز رأسي، أي نعم، وتتعالى الزغاريد.. بعد أيام تجيء شكوى جديدة بأنها وأنها.. ولا بد من حضورها وحضوري. وهذا شيء ممل.. فأتصل بها تيلفونياً وأقول لها: خدي بالك، احتشمي أرجوك، وبلاش وجع دماغ..

ـ سلامة دماغك يا أستاذ.. يعني براءة ؟ أحبك يا أستاذ .