من أحداث الأسبوع

TT

* التقينا قبل بضعة أيام بالفنان والشاعر والخطاط محمد سعيد الصكار في قاعة الكوفة بلندن. وكان اللقاء جزءاً من مهرجان نظمه المنتدى العراقي في بريطانيا لهذه الشخصية المبدعة. محمد سعيد الصكار مولع بالتجديد والابتكار كمعظم من زاول الفن والادب في العراق. فالتمرد على الواقع القائم من شيم سكان الرافدين. هكذا ابتدع الصكار الكثير في عالم الحروف العربية، ولكن من أظرفها كان تطويره لما يسمى بخط البرحي. والبرحي نوع ممتاز من التمور العراقية اشتهرت به مدينة البصرة، المدينة التي ولد وتحدر منها صديقنا الفنان من فردات هذا التمر، طور حروفاً تشابه هيئتها في السمنة والامتلاء. انقطع البرحي الآن من العراق، ويقال ان بساتين البرحي احرقت خلال حرب الخليج الأولى، اي بين ايران والعراق. حروف البرجي ستذكرنا بها.

* امريكا بلد العجائب، حتى ان هنري كيسنجر وصفها بأنها بلد الفوضى المنظمة. فمنها تتدفق كل هذه الافلام الجنسية الخلاعية التي تغص بها شبكات التلفزيون. وفيها تعيش هذه المجموعات الاباحية التي لا تترك للجنس والحب اي حرفة. في هذه الدولة بالذات عرضوا اخيراً نسخة من تمثال «ديفد» أو الملك داود، من انتاج النحات الخالد ميخائيل انجيلو. يعتبر هذا التمثال العاري من أهم الأعمال النحتية في العالم. جاؤوا الآن بنسخة من هذا التمثال لعرضها في ولاية فلوريدا، ولكن المسؤولين هناك اصروا على تغطية عضو الذكر ومنطقة الحوض من التمثال بقماش ابيض يستر عرض الملك داود. ربما فعلت البلدية ذلك لئلا تكون لدى الزوجات الامريكيات وسيلة للمقارنة. ففي نفس الاسبوع قضت محاكمهم بتعويض امرأة نصف مليون دولار من الجراح الذي قام بعملية اسفرت عن تصغير عضو زوجها بسنتمترين.

* لكل مدينة رائحتها. لهذا تجدهم يبثون الروائح والعطور الطيبة في المطارات ليوهمونا بأن البلد الذي سنزوره يعبق بهذه الروائح. ولكنك سرعان ما تغير رأيك حالما تخرج من المطار وتركب الحافلات أو القطارات. لهذا دأبت فرنسا منذ عام 1998 على رش قطاراتها ومحطات القطارات بعطور طيبة تنسي السائح روائح المبولات العامة في الشوارع والقيء المتراكم على ضفاف السين.

فللفرنسيين تقاليد عريقة في التغطية على الروائح الكريهة بالعطور. لقد ابدعوا فيها وادمنوا عليها لأن نساءهم لا يأخذن حماما الا بالسنة حسنة.

والآن وضمن مفهوم الوحدة الاوروبية، عمدت بريطانيا الى محاكاة الفرنسيين برش ارضية محطات القطار بخليط من العطور يتكون من الياسمين والورد ولقاح الفواكه وروائح خشب الغابات. تنطلق الرائحة عندما تدوس على الأرض بحذائك فتلتصق الرائحة الطيبة بالحذاء. هل سيعني ذلك ان حذاء المرأة سيكون أعبق عطراً من رأسها ويكون أجدر بنا ان نقبل ونحضن حذاءها بدلاً من رأسها عندما تعود الى البيت؟