الدراما السعودية

TT

في السعودية ممثلون موهوبون صنعوا أنفسهم رغم خلو البلاد من الأكاديميات والمعاهد الفنية، ورغم تعثر المسرح وغياب السينما، فاليوم لدينا مجموعة من الاسماء الفنية البارزة التي تضطلع بمسؤولية البطولة في عدد من المسلسلات الكوميدية التي تعرض خلال شهر رمضان هذا العام، ومن هذه الاسماء الممثل فايز المالكي الذي يتمتع بموهبة نادرة قادته إلى بطولة مسلسلين دفعة واحدة هذا العام، فهو ممثل بالفطرة لا يتصنع الأداء ولا يتكلف الإضحاك، ولقد فتح له دوره المميز في مسلسل العام الماضي «إخواني وأخواتي» بوابات المزيد من الفرص للظهور والتألق.

واليوم وهو يلعب دور البطولة في المسلسل الرمضاني الذي تقدمه القناة الأولى في التلفزيون السعودي «أبو شلاخ» أشعر أن هذا الممثل لا يزال في انتظار عمل أكبر وأعظم يسهم في إبراز الكثير من طاقاته ومواهبه، فهذا الدور رغم قبوله جماهيريا إلا أنه يظل أقل من إمكانات المالكي وأعجز من أن يقدم لنا المالكي بكل إبداعاته وطاقاته الفنية الهائلة التي لا تزال في حاجة لمن يكتشفها.

وعلى الضفة الأخرى من نهر الدراما السعودية يتألق الفنانان ناصر القصبي وعبد الله السدحان هذا العام أكثر من ذي قبل، ولربما وجدا في قناة «إم. بي. سي» مرونة أكبر في إجازة الحلقات أتاحت لهما جرأة أكثر في الطرح، وقد كنت أتمنى أن يتزامن انفراد قناة «إم بي سي» بتقديم الحلقات مع تغيير جذري في الشكل واختلاف أكبر في المضمون للخروج من مرتكزات التكرار المألوفة.

وفي قناة الـ«إل. بي. سي» لم يوفق المخرج السعودي الكبير عامر الحمود في معركة الثأر من «طاش ما طاش» وأنه صاحب الأصل، فلقد خسر الرهان ولم يستطع أن يلفت الانتباه إلى ما قدم، وكان أجدر به أن يتخلص من عقدة «طاش ما طاش» وينصرف لتأسيس أعمال جديدة تليق به كمخرج يمتلك الكثير من أدوات الإبداع والتميز.

وباختصار: يمكن القول إن الكوميديا السعودية قد غدت تشكل الوجبة الرمضانية الخليجية الأكثر متعة ورشاقة وخفة ظل، وهذا يضع على كاهل وزارة الثقافة والإعلام مسؤولية استثمار هذا التفوق بالاهتمام بإنشاء مؤسسات ومعاهد فنية ليكون لهذا الإبداع الفطري نضجه المعرفي والأكاديمي.. ولست أرى ما يبرر تأخر هذه الخطوة في ظل الدور الذي يفترض أن يلعبه الفن في معالجة الكثير من قضايانا الاجتماعية، فللفن رسالته الحياتية التي أدرك العالم أثرها وقيمتها وجدواها، فجعلوا من اهتمامهم بالفن وسيلتهم للوصول إلى عالم أكثر بهاء.. فهل نفعل؟

[email protected]