إنها هواياتهم الغريبة!

TT

هل من الضروري ان تكون لك هواية؟

كثيرون يرون هذا ضروريا لأن الراحة ضرورية. ولأن من أهم معاني الراحة ان تبعد نفسك بالقوة أو الذوق عن العمل اليومي الذي يشدك من كل حواسك ويحطمك أولا بأول.. وأنا استبعد من عالم الهواة الذين يجدون الأكل والشرب والنوم هواية، لأنها هوايات مرهقة.. والهواية هي التي تريح؟!

ومن اشهر الهواة الزعيم السياسي تشرشل، فقد ألف كتابا عن الرسم كهواية. وكان تشرشل في أقصى ساعات المعارك الحربية، يهرب ومعه صندوق الألوان وإحدى اللوحات ويرسم السماء الصافية أو الرمال والبحر أو بعض الأصدقاء.. وكان يستغرق في هذا العمل تماما كأنه ليس قائدا عسكريا أو زعيما سياسيا.. أو كأنه أحد المتفرجين على لعبة الحرب بين ألمانيا وبريطانيا.. وبعد ذلك يعود إلى عمله. وقد استراح تماما أو إلى حد كبير..

ولا يهم ماذا يكون نوع الهواية.. كما انه لا يهم أن تمدد رجلك أو أن تشم الهواء النقي. فهناك أناس يجمعون أغطية الزجاجات الفارغة أو علب الكبريت، وهناك هواية ـ ظاهرها الهواية ـ وهي جمع ملاعق وشوك وسكاكين الفنادق والمطاعم.. وبعض الناس عندهم هوايات ـ مثل جمع مفاتيح الغرف التي ينزلون بها في الفنادق، ولذلك وجدنا الفنادق تضع مفاتيح الغرف في كرات من الحديد أو من الخشب حتى لا يدعي الزبون انه نسي المفتاح وحتى إذا أراد ان ينساه فإن هذه الكرات تفضحه..

ومن هوايات الأطفال جمع التوقيعات.. وان كان تشرشل في مذكراته عن الحرب العالمية الثانية يروي لنا مفاجأة.. مفاجأة له هو أيضا.. انه أثناء انعقاد مؤتمر يالتا فوجئ تشرشل وروزفلت بأن ستالين نهض واقترب من كل منهما وطلب التوقيع في أتوجراف معه وكانت هذه إحدى هوايات ستالين.. وقد أعلن الفيلسوف الفرنسي ان هوايته هي ان ينظر إلى وجوه الناس ـ سارتر نظره ضعيف جدا ـ ولابد ان يكون المقصود ليس مجرد النظر إلى وجوه الناس وإنما التأمل في الناس ـ في الوجه والقفا أيضا!!

وحاولت ان أتذكر إن كانت لي هواية واحدة فلم أجد، فقد كانت لي هوايات وضاعت وتحولت إلى حرفة أو نوع من الحرف، كنت أهوى القراءة فأصبحت احترفها.. كنت اهوى الكتابة فأصبحت احترفها.. كنت اهوى ان أتابع أصحاب الهوايات فأصبحت احترف معرفة هوايات الناس ولذلك استراحوا ولم استرح!