المهم: أن يعرف الناس!

TT

ليس خبرا أن يتم الطلاق بين الفنانين، ولم يكن خبرا أن يتزوج اثنان من الفنانين..

فالعلاقات سهلة في الوسط الفني.. من السهل أن تتم الصداقة.. ومن السهل أن تنتهي.. والزواج ليس حادثا عظيما. فقد تم على الشاشة أو على المسرح كثيرا. ولا يوجد فنان واحد لم يكن عريسا على الشاشة أو على مسرح، ولا يوجد فنان واحد لم يقف أمام مأذون، ذهابا وإيابا..

والزواج في الوسط الفني يتم بسهولة.. فالعمل والاتصال المستمر والإرهاق تجعل الإنسان سهلا لا يقاوم رغباته في الصداقة أو في الزواج أو في الطلاق. وكثيرا ما قال الفنان للفنانة: إيه رأيك ما تيجي نعملها؟!

ويكون الرد: والله فكرة..

وتتحول الفكرة من كلام إلى تمثيل إلى أفراح إلى خبر تنشره الصحف وتترك مكانا خاليا لنشر بقية الخبر وهو الطلاق..

والممثل أحيانا يندمج في دوره على الشاشة.. فترى واحدا يبكي من قلبه ويضحك من قلبه.. مع انه ممثل فقط، لكنه اندمج في دوره فكاد الكذب يصبح حقيقة.

والذي يفعله على الشاشة يفعله في الحياة أيضا، فيندمج في التعبير عن رغباته فيصبح الكذب حقيقة.. وينسى الفنان أنه ممثل.. وتنسى الفنانة أنها ليست متفرجة وأنها يجب ألا تتأثر بما ترى من كذب.. ولكنها هي أيضا تحب الكذب. تحب الكذب على الناس. وتحب كذب الناس عليها.. لأن الفن كله كذب جميل.. فحياتها كذب على المسرح أو على الشاشة..

ويتم الزواج في ظروف فنية، مع أن الحياة نفسها ليست فنا. فالحياة على الشاشة لا وجود لها في الواقع.. فالواقع ليس منظما ولا جميلا ولا منطقيا.. ولا مركزا ولا سريعا كما نراه على الشاشة..

ولكن الفنان والفنانة يروحان ضحية الكذب الذي يعيشان فيه.. وتجيء الحياة العادية مختلفة عن الفن.. ويتحول الفنان والفنانة إلى متفرجين عاديين ويكتشفان أنهما قد نسيا أنهما ممثلان كاذبان.. وعندما يكتشفان الحقيقة يكرهان الحقيقة.. ويجيء المأذون يحررهما من الصدق المؤلم. ليعودا إلى الكذب الجميل..

والفنان والفنانة ككل الناس مختلفان على الفلوس وعلى الطعام وعلى النساء والرجال.. وعلى الأولاد.. وعلى ساعات النوم وساعات اليقظة..

إن حياة الفنانين الزوجية كئيبة جدا لأنها حياة بلا مؤلف ولا مخرج. إنها حياة مرتجلة.. على حسابهما. وليست على حساب المنتج.. حياة بلا وعي.. لأن الاثنين مدمنان للطلاق لأنهما قد أدمنا الزواج بعد ذلك!