ما هي النكتة؟ إنها صورة مضحكة.
ولكن ما الذي تضحك منه..؟ اننا نضحك من الشخص الأقوى منا، ونضحك من المرأة.. ومن المرأة باعتبارها في مركز القوة من حياة الرجل..
والنكتة عبارة عن سلاح يشهره الضعيف في وجه القوي.. ثم يختفي بين ملابس الناس.. والنكتة عبارة عن عيار ناري اطلقه مجهول.. أما النكتة الجنسية فلها معنى آخر..
فمن الحوادث الغريبة أن الكاتب الفرنسي الماركيز دي صاد ألف كتابا اسمه «مائة وعشرون يوما في مدينتي سروم وعمورة».. وهذا الكتاب سجله على شريط من الورق يبلغ طوله المائة متر، في داخل زنزانة قذرة في أحد سجون باريس.. وفي هذا الجو الفظيع القذر، أخرج المؤلف أقذر ما في نفسه ونفوس الرجال.. وألقى به على المرأة.. على كل امرأة.. فمن شدة القرف والغيظ والحقد والرغبة في الانتقام، ألف هذا الكتاب ضد المرأة ـ ألف هذه النكت العارية..
والنكت الجنسية ضد المرأة تخرج من مثل هذا الجو.. أي من الضيق من المرأة والحقد عليها.. والنكتة الجنسية ما هي الا محاولة لتعرية المرأة أمام الرجل بالقوة، ثم السخرية منها والاستهانة بها.. واذا كانت المرأة تحب النكت الجنسية أكثر من الرجل فلأنها تحب أن تبدو عارية.. ان تبدو ذليلة أمام الرجل القوي.. ولأنها تحب أن ترى نفسها بعين الرجل..
والرجال يحبون أن يسمعوا النكت الجنسية من المرأة.. ومعنى ذلك ان تتعرى المرأة من تلقاء نفسها أمام الرجل.. وان توفر عليه أي مجهود في احتقارها واذلالها.. والانتقام منها..
ومن الحوادث التاريخية المعروفة، ان جوزفين زوجة نابليون الثالث استأذنت، يوم تتويجها، من الامبراطور لحظة، وخرجت، وبعد دقائق عادت، ولم يفهم أحد ما حدث.
وبعد سنوات سألها الامبراطور. فقالت له: انها كادت تنهار من الضحك.. فقد تصورت الامبراطور نفسه عاريا وسط هذه الحفلة، وهي تعلم انه لا يرتدى ملابسه الداخلية عادة ـكأن الأمبراطورة أطلقت عليه نكتة، وانتقمت منه بأن أضحكت عليه الناس جميعا في خيالها.
وفي هذه النكتة بالذات عرف المؤرخون الى أي حد كانت جوزفين تكره زوجها وتفكر في خيانته.. وفي تعريته وفضحه في خيالها وفي الواقع..
فالنكتة ليست الا نوعا من الخيال الذي يضحكنا. نتمنى ان يكون محزنا لشخص أقوى أدبيا أو ماديا.. أو للمرأة!