وبسرعة طلع علينا النهار!

TT

ـ صلي على النبي..

ـ اللهم صلي عليك يا نبي..

ـ قصدي.. الحاج صلي على النبي..

ـ مين هو؟

وسألنى الشاعر الغنائي مأمون الشناوي ان كنت ما أزال مضربا عن التدخين..

ـ اذن سوف تتعب الليلة..

ـ ولا يهمك.. أريد أن أتفرج..

وكانت هناك الراقصة المحبوبة (زينات علوي) أحببناها كثيرا لمواقفها الشجاعة والنبيلة مع عدد كبير من الصحافيين في أزماتهم. ولما وجدتها ازددت سعادة بها.. ولكنها نظرت مندهشة وقالت: انت حتمشى ورا مأمون الشناوي.. دى اخرتك زي بعضها!!

وجاء رجل طويل عريض الوجه ابيض.. والشعر أبيض والذي في عنقه لا هي مسبحة ولا هي عقد وانما اشياء كثيرة.. احجار ملونة ومفاتيح وهلال وصلبان وصافحني وقال لي: انت عاوز تشتغل ايه يا واد..

ونظرت الى مأمون الشناوي فلم اجد على وجهه اي تعبير فقلت: انا جاى اتفرج..

تتفرج على ايه يا روح أمك..

وتضايقت جدا. ووجدت انها إهانة. وغضبت واتجهت إلى الباب. وامسكني مأمون الشناوي: جرى إيه.. مش فيه ناس بتتكلم انجليزي وناس بتتكلم فرنساوي..الراجل بيتكلم قلة أدب.. ثم إنه لا يراك لأنه أعمى.. انتظر.. اثنان من أصدقائك سوف يصلان بعد لحظات..

وجاء يوسف ادريس. وفجأة جاء كمال الشناوي.. الآن يجب أن أبقى فلم اعد وحدى. ولا بد انهم وعدوهم بأشياء كثيرة من الطرب والغناء والرقص..

وفجأة انفجرت الجدران والأبواب والنوافذ: طبل وزمر وموسيقى وزحام شديد كأنه طوفان من النغم واعصار من دخان وزلازل من السعال والكلام غير مفهوم.. وبسرعة وسط هذه الظاهرة الفلكية جلس (الحاج صلى على النبي) لتقول: يا ليل.. يا عين يا ليلة اولها صلاة النبي وآخرها الحمد لله.. الله.. يا عم الحاج..

ثم جاءت الست (دم الغزال) بفستانها الباهر..وشبابها وحيويتها وجمالها ايضا.. تحيي الضيوف واحدا واحدا.. ومدت يدها لكي أقبلها فرفضت. فأخذت يدي وقبلتها..

وبسرعة طلع النهار!