زيارة النمور

TT

تربط الشيخ محمد بن راشد بالزميل بسام فريحة صداقة بدأت في ظل صداقة الوالدين. ومعروف ان حاكم دبي يعشق البرّ وحياة البر. ويعتقد الناس أن هوى البر يتوقف على الهجن والخيول. لكن الشيخ محمد أقام في دارته محمية تسرح فيها الطواويس وتمرح فيها النمور والأسود. اما رئيس مجلس ادارة «دار الصياد» فلا يتعدى حبه أكثر من الخيل لأن في نواصيها الخير. لكن عندما سأله الشيخ محمد مرة، كيفك بالنمور، خجل بمشاعره الحقيقية، وقال: «تمام. شكلها جميل. أجسامها جميلة. ألوانها رائعة».

وقال الشيخ محمد: «لا أقصد ذلك. أقصد ما رأيك في أن نقوم بعد الغداء الى تفقد أقفاص النمور؟». وكان بسام يتناول اللقمة الاخيرة، فهز رأسه يمينا ويسارا، فاعتبر مضيفه ذلك موافقة، فنهض وقال، هيا. واستسلم الزميل العزيز وسار يحاول أن يتأخر قليلا لعل الشيخ محمد يغير رأيه في الزيارة، أو يؤجلها، أو يعيد النظر في الهواية كلها. لكن الشيخ محمد كان يسرع الخطى ضاحكا، ويحاول في سره أن يقيس ضربات قلب بسام، عارفا أنها تضاعفت. وقبل الوصول الى القفص بقليل، عاد يسأل ضيفه: «ها، كيفك بالنمور». وتنحنح الزميل العزيز المديد القامة، وقال غير متراجع: «تمام. ألوانها رائعة، أعناقها جميلة. لكنني كنت أعتقد أن اليوم موعدنا للسفر الى لندن لحضور سباق الداربي». فقال الشيخ محمد «طبعا، وبعد النمور نتوجه فورا الى المطار».

فتح الشيخ محمد قفص النمور ودخل. وتقدم بسام رابط الجأش. لكن صاحب المقلب الكبير غافله وخرج وأغلق الباب الحديدي دونه. ولم يشأ بسام أن يبدو خائفا فاستعار من بقايا الشجاعة قوة وقال: «الحقيقة يا طويل العمر، النمور جميلة». وفي هذه الأثناء تململ نمر كبير واتجه يريد مداعبة الصحافة العربية، فحنَّ قلب الشيخ محمد وفتح الباب لضيفه.

معروف عن بسام فريحة أنه سيد العلاقات العامة في العالم العربي. ولذلك قال في نفسه ما دام الذي حصل قد حصل فلماذا لا نحوّل المقلب الى بطولة. وهكذا أمسك هواتفه السبعة، محمولة ومنقولة ولاسلكية، وراح يتصل بأصدقائه في الخليج راويا كيف قابل النمور. وفي المساء كانت القصة قد تطورت وأصبحت أن بسام واجه النمر وأن النمر أطلق... صرخة.

يكمل الشيخ محمد رواية ما حدث فيقول إن القصة بلغت أسماع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، فاتصل به في المساء ضاحكا وقال: «هل صحيح أن النمر قد صرخ». فأجاب الشيخ محمد: «الحقيقة انني سمعت صرخة. لكن هل هي صرخة بسام أم النمر، لا أدري».