ولكن الناس عادة لا ينتظرون!

TT

حدث في أحد المستشفيات أن هجم بعض الناس على غرفة بها اثنان من المرضى.. وخطفوا واحدا منهما.. مات منهم في الطريق ولم يكن هو الرجل المقصود!

فقد استعجل بعض الورثة نهاية قريب لهم مريض وظن هؤلاء الورثة أن المريض يتمارض وانه لا يريد أن يعود إلى القرية.. أو انه يريد أن يبدد أمواله في المستشفى.. وأشيع انه يريد أن يتزوج إحدى الممرضات. فقد لاحظوا أن واحدة بالذات تعطف عليه. وأنهم ما من مرة يذهبون إليه إلا وجدوا عنده هذه الممرضة بالذات. ولا يمكن أن تكون هذه العناية الواضحة في ملامحها وشعرها وملابسها، وهذه الورود الكثيرة لوجه الله.. وإنما لوجه هذا الرجل. بل ليس لوجهه. وإنما لجيبه.. لفلوسه التي يريدون أن يستولوا عليها بعد وفاته قبل أن يبددها. ولكن صبرهم قد نفد.. فعلى الرغم من أن الطبيب قد أكد لهم أن حالته سيئة.. أي أن ساعاته الأخيرة قد دنت.. لكن هذه الساعات قد بعدت.. ويبدو أنها لن تجيء!!

فاستعجلوا هذه النهاية..

وبعثوا جماعة من اللصوص.. دخلوا غرفته.. وسرقوا المريض الآخر النائم في سرير مواجه له.. وبعد أيام ألقي القبض على اللصوص الذين أخطأوا في اختيار المريض. والذي مات. واعترفوا بأنهم مكلفون بذلك!!

والقي القبض على الورثة واللصوص.. وبعد أيام من دخولهم السجن توفي المريض الذي استعجلوا وفاته.. فلو انتظروا عليه بعض الوقت لمات ولكانت لهم كل أمواله.. ولكنهم استعجلوا..

أما هذا المريض فقد كتبت ثروته المحدودة لقريب علم بمرضه.. فزاره مرة واحدة.. واشترى له بعض البرتقال وبعض الحلوى.. وهذا الزائر كان في طريقه إلى بلده أسوان.. وقرر أن يزوره لأن هذا المريض قد أسدى إلى المرحوم والده خدمة متواضعة..

وسافر الزائر إلى أسوان ليجد برقية تطلب إليه ضرورة العودة، وعاد ليكون الوارث الوحيد لعشرة أفدنة وثلاثة بيوت!